تمارس المصارف نشاطها في أسواق تتميز بالغموض والتعقد، نظرا لاختلاف العوائق المرتبطة بالإدارة، القوانين التنظيمية، التغيرات الاقتصادية والتطور التكنولوجي، وخاصة تلك المتعلقة باختلاف عادات المستهلكين وسلوكاتهم، حيث يدفع تغير أذواق المستهلكين وتنوع رغباتهم واختلاف أنماط الاستهلاك نحو التنويع في المنتجات والعروض التي تقدمها تلك المنظمات، مما يجعل الكثير من المصارف تتبنى مسارا يعتمد على استهداف الأسواق، والتركيز على جودة الخدمة المصرفية، التي ينظر إليها على أنها ذات قيمة إستراتيجية، لذا فإن دراستها تساعد المصرف على الحفاظ بعملائه وموظفيه ويجعلهم راضيين، إضافة لزيادة فرص بيع الخدمات المصرفية وجذب عملاء جدد وتطوير العلاقات بين العملاء والمصرف، وتعزيز السمعة وتخفيض التكاليف وزيادة الأرباح والحصة السوقية وتحسين الأداء المصرفي.

لذا أضحى لزاما على المصارف تغيير نظرتها إلى النشاط التسويقي في مجال الخدمات المصرفية من مجرد القيام بالإعلان عن اسم المصرف وخدماته إلى ضرورة دراسة الأسواق التي تقدم فيها خدماتها والاهتمام برغبات العملاء، من خلال البحث عن الأساليب التي تضمن التوازن بين قدرتها على جذب العملاء وتحصيل أكبر قدر من المدخرات، وبين إمكاناتها التي تسمح لها بتقديم خدماتها دون الإخلال بمكانتها واستمرارها في السوق وذلك بالاعتماد على المفاهيم التسويقية الدولية بحثا عن فرص تسويقية أفضل في الأسواق الخارجية، ورغبة من المصارف الطموحة ذات الإمكانات المادية والبشرية الكبيرة في توسيع نشاطها.