تعد الدراسة التي أجراها الراحل علي الكنز مع كل من الباحثان الراحلان: جمال غريد و سعيد شيخي، (رحمة الله عليهم جميعا) بمركب الحديد والصلب الحجار المرتكز الأساسي لما يسمى بعلم الاجتماع التنظيم والعمل بالجزائر، أو سوسيولوجيا المؤسسة بالجزائر.

حيث ان نتائجها ومخرجاتها المعرفية أسست لمعرفة أساسية وحقيقية حول الحقل المعرفي المذكور.

لقد وقفت هذه الدراسة على ما كان يسمى أنذاك بالمقاومة الثقافية، بحيث ان نموذج التصنيع جاء بثقافة حداثية جديدة وغريبة عن المجتمع الجزائري ذو الغالبية الريفية والذي يحمل ثقافة محلية وتقليدية.

 إن دراسة الثلاثي "الكنز، غريد، وشيخي" حاولت تقديم معرفة علمية مقبولة للميدان السوسيوثقافي في ظل منظور يقترح فهم هذه الأخيرة كترجمة للتناقضات بين الفئات المكلفة بالتصنيع في هرم السلطة بداخل المؤسسة الصناعية.

بمعنى، حاولوا تفسير وفهم وقع التصنيع ورد فعل العمال، من خلال التحقيقات الميدانية والاتصال المباشر مع الفاعلين (العمال في مختلف المستويات)، وكذا الفئات التي هندست للمشروع ووقفت عليه.