تعد المقاولاتية إحدى المواضيع التي تطرح نفسها بشدة ضمن السياقات النظرية المختلفة والتي تتكامل وتتناقض حول طبيعة طرح المفهوم رغم تعدد النظريات التي تناولت مفهوم المقاول تبعا لعدة اتجاهات منها السلوكية والنفسية والاقتصادية ذلك لمحاولة تحليل الإشكالات الجديدة المرتبطة بمفهوم المقاول تنظيمه وسلوكه وعمله، وبالتركيز على الاتجاه الاقتصادي  والسلوكي المفسر لطبيعة عمل المقاول من خلال عرض نظرة المفكريين الاقتصاديين والنماذج الاقتصادية المفسرة لنشاط المقاول.

    مع تطورات وتداعيات اقتصاد المعرفة أصبحت المعارف والعلوم هي المصدر الأهم لتحقيق الميزة التنافسية، وفي ظل لهذه المعطيات استلزم على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مواجهة هذه المنافسة  القوية، بتوفير قاعدة صلبة للتأقلم مع المتغيرات الدولية، وتبدأ بوضع إجراءات إنتاج فعالة، وتحسين نوعية المنتجات، و خلق منتجات وخدمات جديدة، وتحسين طرق التسيير والإدارة ، ومنه ستكون هذه الأخيرة في رهان مع مد ى قدرتها على الإبداع ومدى استيعابها للتغيرات والتطورات العالمية، ومن هنا الحاجة للفكر المقاولاتي المبدع والمبتكر أصبح حاجة ملحة للمجتمعات.

وعليه فالهدف من هذه المطبوعة هو اعطاء المفاهيم القاعدية والنظرية لهذا التخصص لكل طلبة التعليم العالي، وخاصة منهم المسجلين في السنة الثانية ماستر ادارة اعمال والذين هم على عتبة التخرج والتوجه لسوق العمل. وكذلك تهدف المطبوعة لمحاولة تشجيع البحث في هذا المجال وخاصة باللغة العربية. وتحتوي المطبوعة على ستة فصول تناولت المقاولاتية وسيرورة انشاء المؤسسات، من خلال عرض الاطار الفكر ي للمقاولاتية والمرافقة المقاولاتية والتعلم المقاولاتي وكذلك تجارب بعض الدول الأجنبية في عالم المقاولاتية وبرامجهم الخاصة بذلك، وصولا للجزائر التي  إعتمدت الجزائر في تدعيم المشاريع المقاولاتية على مجموعة من الهياكل والهيئات التي تسعى من خلالها إلى إصلاح الإختلالات والمشاكل التي تقلل من كفاءة وفعالية هذه المؤسسات في الإقتصاد الوطني وذلك من أجل دعمها وتمكينها من أداء دورها الفعال في خلق مناصب الشغل وتحقيق الثروة، ومن أهم هذه الهياكل نجد مشاتل المؤسسات ومراكز التسهيل وحاضنات الأعمال، أما هيئات الدعم تتمثل في الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر((Anjem، وكذلك الوكالة الوطنية لتطوير الإستثمار Andi))، وكذلك أيضا صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطةFGAR))، وأخيرا الصندوق الوطني للتأمين على البطالةcnac))، كل هذا يصب في مصب واحد وهو إنجاح عملية إنشاء المؤسسات وتحقيق ديمومتها وإستمراريتها ومنه المساهمة في تحقيق التنمية في مختلف الميادين.