محاضرات من مطوية مادة: تاريخ الجزائر الثقافي لطلبة السنة الثانية ليسانس تاريخ عام

إعداد الدكتور: عسوّل صالح

المبحث الأول: تراث القرن 15 : مؤسسات التعليم ووسائله:

1-المساجد:

      من المعلوم ان المسلمين في كل زمان ومكان كانوا يتخذون من المساجد والأماكن الملاصقة له مراكز لتعليم صبيانهم ، القراءة والكتابة ولم تكن البلاد السودانية استثناء عن ذلك .

     وقد لاحظ الرحالة هذا ومنهم حسن الوزان وأكدوا أن الجزائريون استخدموا المساجد أماكن للتعليم [4].

     لعب المسجد دورا هاما في حياة المسلمين عامة والتعليم خاصة ، فقد كان المسجد  عبر قرون مدرسة وبيت الجماعة ودار الضيافة [5].

   اهتم التجار والدعاة والأمراء في حواضر الجزائر لأمر بناء المساجد كوسيلة لتوطيد الاسلام في الاقاليم الجديدة ، ونجد الكثير من الرحالة والمؤرخين الذين ناولوا ،بناءه  ورواده وأهميته ودوره .

   بدأ أهل  الجزائر يهتمون بالتعليم منذ ان اخذ الاسلام يشق طريقه إليهم وازداد مع هذا الانتشار والتوسع بناء المساجد في الحواضر الاسلامية ، حتى أضحى المسجد جزء من الظاهرة العمرانية للحواضر الجزائرية .

   كان لكل حاضرة مسجدها الكبير الذي يجمع فيه السكان وقد نظمت المدن الاسلامية من حيث تخطيطها لتلاؤم حياة الطوائف الاجتماعية،  وفقا للأغراض الاقتصادية ،من ذلك بناء الحوانيت التي تبيع الكتب والعطور، ثم تستدير الأبنية  الأخرى حول المسجد لقوم فيها أعمال التجارة والصناعة [6]، وتكون القبائل المهاجرة الى حواضر الغرب الاسلامية من العرب والبربر[7]، قد ساهموا بالقسط الوافر في إدخال صورة جديدة للمساجد في سرعة انجازها وإعطائها الصورة المفضلة لها .

   إن تقدم الاسلام في فترة التاريخ الحديث والمعاصر قد دعا الولاة والحكام الى بناء عدد كبير من المساجد لإستعاب العدد الهائل من المصلين والمتعلمين وتنافس التجار والحكام والخيرين على بناءها وكان هؤلاء يتباهون بالإنفاق ، على صيانتها وترميمها ومنهم من كان ينفق الذهب [8].

   يعتبر بناء المساجد عمل جماعي يساهم فيه كل سكان المدينة ، حيث يختار الأعيان والعلماء موقع بناء المسجد ن ويشترك الشباب في العمل بنقل مواد البناء ، والنساء يحملن الماء ، ويحضر بعضهم الملاط ويعد هذا عملا خيرا لا يتقاضى عليه العمال أجرا وعادة ما يتبرع الأغنياء والتجار بالمال او المواشي لإعداد الطعام اللازم للعمال ، وأحيانا يصاحبه الاحتفال على الطريقة التقليدية .

   عند البناء يراعى ارتفاع المسجد الذي يتراوح بين 3.5الى 5متروطوله الذي يصل الى عشرات الأمتار وذلك حسب عدد السكان ، وعدد الأبواب ودرجة الإنفاق عليه [9].

   إن مساحة المسجد ومئذنته والمساحات المحيطة به تختلف من حاضرة الى اخرى ، فغالبا ما يكون في كل حضارة مسجد جامع يتمتع بمساحة كبيرة ومئذنة يتراوح علوها بين المتر الى الثلاثة أمتار وفناء واسع به أشجار [10].

   أما في القرى ، فتنتشر المصليات  ذات الأشكال المربعة الشكل الخارجي مسقوفة بالأغصان ن والقش أمامها مساحة كبيرة للصلاة في الهواء الطلق [11]، وقد وصف المساجد معظم الرحالة ومنهم هنري بارث في القرن 19 م ، ووصف طول وعرض ومساحة المساجد [12] ، وروي أن بعض المساجد كانت تأخذ هندستها من مساجد المشرق وخاصة من مكة [13].

   ولقد كانت المساجد تضيق بالمصلين منذ أيام ابن بطوطة الذي زار بعض المدن الجزائرية في منتصف القرن الثامن الهجري ، الرابع عشر الميلادي ، اذ يقول ان يوم الجمعة إذا لم يبكر الناس الى المسجد لا يجد المتأخرون أين يصلون [14].

  وكانت المساجد الكبرى بمثابة جامعات 6 معاهد تعليمية كبرى ، ومراكز ثقافية وتربوية  حققت الأهداف المنوطة بها ، فتتلمذ فيها القضاة والأئمة والفقهاء والعلماء ، ولم تكن أوضاع المساجد والتعليم هذه لتختلف عن سائر مدن الجزائر ، عن حال تلمسان مثلا ، فكل حاضرة لها دورها الثقافي والعلمي الذي ساهم في تنشيط الحياة العلمية .

   كان للمسجد حرمة لدى السكان، بلغت درجة الاحترام والتقديس حيث كان من كان يستجير بالمسجد أو دار الخطيب لا يناله شر ولو كان من الحاكم 7 ، كما كانت القبور تبنى بجوار المساجد وحوله ، وتلك عادة اهل المغرب فالمغاربة لا يدفنون أمواتهم إلا في رحاب مساجدهم وجوامعهم 8.

   ويبدوا أن اغلب هذه المساجد تلمسان وبجابة وقسنطسنة وغيرها لم تبقى آثارها قائمة الى اليوم ، وذلك راجع الى عامل البيئة والمواد التي تشيد بها المساجد فهي مبنية بالطين المجفف والأخشاب والقش ، وهي مواد لها مدة حياة لاتكون في الغالب طويلة على عكس المساجد المبنية في الأقطار الاسلامية الأخرى ، والتي تعد الصخور المعدلة أهم ركائزها .

2- الكتب والمكتبات :

من المعروف ان المكتبات من أهم وسائل التعلم فهي مصدر من مصادر المعرفة تحفظ فيها العلوم و الثمار خبرات السابقين فتجعل حياة من يعتمد عليها امتداد لحياة السابقين ، وبقدر ما يعتمد على ذلك تتفاضل الامم ويقاس تقدمها من هنا كان اهتمام المسلمين بالمكتبات ودور العلم كي تسهم في تطور الحركة العلمية [16] .

     إن الباحث في مجال الحياة العلمية في عصر من العصور يجد المؤشر على تطويرها يربط بكتب وتراث العلماء ومدى شيوع ثقافة الكتاب والمكتبات ولذلك كان إقبال السكان حواضر الغرب الإفريقي على اقتناء الكتب وإنشاء المكتبات من المؤسسات الفاعلة في دفع ازدهار هذه الممالك ، وبناء حضارة خاصة بها وقد تبين ان الدعاة والفقهاء والتجار كانوا يحملون معهم الكتب ولعل اقلهم حظا ذلك الذي يحمل معه مصحف القرآن الكريم ولذلك لا عجب ان نجد المكتبات من المؤسسات الفاعلة في دفع ازدهار هذه الممالك ، وبناء حضارة خاصة بها وقد تبين ان الدعاة والفقهاء والتجار كانوا يحملون معهم الكب ولعل اقلهم حظا ذلك الذي يحمل معه مصحف القرآن الكريم ولذلك لا عجب ان نجد ان المكتبات الضخمة الخاصة والعامة توجد في المساجد والقصور وبيوت الأعيان والعلماء ، فكان التأثر واضحا من قبل القبائل العربية والبربرية التي استقرت  في تلك البلاد.

  لقد انتشرت المكتبات التي اقتناها العلماء والأثرياء وكانت تصرفات طلبة العلم كوجه من أوجه عمل الخير، والبعض عدها صدقة جارية.

     واشتهر على العلماء أنهم كانوا لا يبخلون بكتبهم عن الراغبين في الاستعارة منها وكانت تدور حركة نسخ نشطة ليحصل عن طريقها بعض الناس على نسخ من الكتب التي يريدونها [17] .

   فقد دخلت حواضر الجزائر ، كتبا في مخلف العلوم الخاصة بالثقافة العربية الاسلامية ففي عهد الأتراك  كان السلاطين يتسابقون لاقتناء الكتب الدينية وخاصة للمذهب المالكي من اجل تعزيز الحياة الثقافية بالجزائر [18] .

  ومما ساعد على كثرة الكتب رغم عدم ابتكار المطابع ما كان يتسم به المرابطون على الثغور من نسخ الكتب بالمجان مما أدى إلى وجود المخطوطات وسهل على المتعلمين وجود الكتب [19] ، بالإضافة إلى تعلم أهل المنطقة فنون الخط وصناعة الورق وان كان على الطريقة التقليدية وكانت المخطوطات والكتب تباع بأسعار أعلى من أسعار السلع التجارية الأخرى [20].

    وفي عهد الدولة الزيانية ازداد الاهتمام اكثر بالكتب والمكتبات وهذا راجع الى رسوخ الاسلام اكثر خاصة لدى الطبقة الحاكمة ، وأعطى  الحكام الأتراك أهمية كبيرة للكتب ، فكان من مواطنيهم ناسخ لنقل المخطوطات وشراء الكتب بأغلى الأثمان ، فقد بلغ حبهم للكتب ان يشترى  الحاكم قاموسا بمبلغ ثمانين مثقالا [21]. وجاء في الروايات من اشترى نسخة من القاموس بثمانون مثقالا [22] .

     إن هذه المعلومات التاريخية لتدل على مدى ازدهار الحياة العلمية ، وإقبال الناس على شراء الكتب ونسخها وهو ما أدى إلى ثراء المكتبات الخاصة بأمهات الكتاب حتى تكونت الأسر والعائلات الكبيرة [23] ، التي ارتبط اسمها بالمكتبات العامرة الموجودة بمساكنهم الخاصة ، حتى أصبح هذا التقليد شائعا وازداد تجذرا مع ظهور الزوايا والطرق الصوفية حيث مثل شيوخها وزعمائها مصدر الفتوى وخزانة العلم والكتب .

    إن تجارة الكتب كانت اكبر تجارة في الجزائر وقد ازدهرت الثقافة الاسلامية وكانت جامعة تلمسان تخرج علماء في آداب اللغة العربية والعلوم ، وتشير الروايات التاريخية الى ان الكتب التي كانت مصدر رزق وسلعة تجني منها الأرباح إذ يقول حسن الوزان " يجني الخطاطون ربح يفوق كل بقية السلع [24] .

   إن هذه الروايات تدل على كثرة العلماء والمتثقفين وعادة ما يرتبط هذا بتوفر الكتب والمكتبات [25] ، و التي تحوي ذخائر عديدة من الكتب ويجعلنا ندرك ان الكتب متوفرة والمكتبات عامرة خاصة لدى العلماء قدوة الأمة ، فكانت عملية التبادل والإعارة سائدة ومشهورة في حواضر الجزائر إذ يروي السعدي ان الطالب يقصد العالم يطلب كتبا فيعطيها له من غير معرفة [26]، وهذا ما يؤكد تشجيع العلماء لطلبة العلم أو ربما العرف السائد آنذاك الذي يذم البخيل في تقديم المساعدة لطالب العلم احتوت المكتبات على المخطوطات كما أشار الى ذلك حسن الوزان [27]، فكان سكان الحواضر ينسخون الكتب الأصلية التي لا يملكونها وبأعداد كبيرة إذ تعذر شراؤها[28] ، وها هو احمد بابا التنبكتي الذي كان من أعظم مؤرخي السودان الذي وضع في ما قيل (70) كتابا في مختلف العلوم والفنون وكان يملك مكتبة تحتوي على ألف وست مائة (1600) عنوانا[29]  .

     أما عن محتويات الكتب فهي إسلامية في عمومها تتناول السيرة النبوية والأحاديث مثل صحيح البخاري ومسلم وكتب السيوطي وكتب الفقه على المذهب المالكي خاصة ، مثل رسالة ابن أبي زياد القيرواني بالإضافة إلى كتب الأدب والشعر والكتب الجغرافية والتاريخية والكتب العلمية البحث في الفلك والطب[30] .

     وقد ذكر بول مارتي المتخصص في دراسة الاسلام في افريقيا الغربية سلسلة من الكتب العربية التي وجدها في مطلع القرن العشرين في المكتبات الاسلامية نذكر منها على سبيل المثال كتاب الجواهر الحسان لأحمد بابا التنبكتي ، وشجرة اليقين للشيخ أبي الحسن الأشعري وشرح بانت سعاد لكعب بن زهير ، وكتب العالم السيوطي وكتب مولد النبي لسعيد بن جبير وكتاب مقامات الحريري وكتاب المصباح المنير ومقصورة ابن دريد وألفية ابن مالك وقطر الندى ، وإحياء علوم الدين للغزالي وموطئ مالك[31]

   ان الباحث في تاريخ الكتب والمكتبات يجد السبب في اهتمام سكان الجزائر بها ، وهو حث الاسلام على طلب العلم ، الذي اكتسب قداسة وارتبط بحسن إسلام المرء ولذلك لا عجب في ان نجد هذه المكتبات موصولة بالمساجد والزوايا والقصور.

3- الارتحال لطلب العلم :

     تعتبر الرحلة من مميزات جهود المسلمين في طلب العلم ، وكان العلماء يحثون الطلبة عليها فكان الطالب يترك بلدته بعد ان يحصل على ما لدى علمائها ، فيتوجه الى مراكز العلم المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي  ، ويكابد مشاق السفر وأخطاره ، ولكن هذه المشاق وتلك المخاطر لم تقف حائلا دون تلك الرحلات التي ملأت بطون الكتب ، وكم من عالم ارتحل ، وربما قطع آلاف الأميال ، وكان البعض منهم ينتهز موسم الحج فيسير معهم ، او يعرج على العلماء للتزود منهم وقد بدأ الكثير منهم تلك الرحلات ولم يبلغوا العشرين [32] .

  اتسع نطاق انتشار الاسلام في حواضر الجزائر ، مع انتشار العلم والفقه وأسبح الأنتقال إلى مدارس من مدارس القيروان وفاس وتلمسان وغيرها  أمرا شائعا ، فكان هذا مما دفع طلبة العلم وعلماء الجزائر للحصول على العلوم من مواطنها وكان طلبة العلم أنشط الناس للرحيل وأصبرهم على العناء ، فكان الحرص على لقاء الشيوخ والعلماء والأساتذة المشهورين هوالغرض الأول من الرحلة ، فلم يكن طالب العلم يكتفي بقراءة مصنفات الاساتذة وحدهم ، وانما كان لابد ان يقرأها عليه ويسمعها منه حتى يعتبر ثقة في مادته وحجة في علمه ، وبذلك كانت الرحلة ضربا من ضروب التحقيق العلمي [33] .

     كان بعض الطلاب والعلماء من اهل الجزائر يقومون برحلات الى المراكز العلمية في البلدان الإسلامية مثل فاس والقيروان والقاهرة كما اشرنا الى ذلك سابقا وقد زاد الحكام قيمة إلى مفهوم الرحلة العلمية [34] ، وتكلمت الكتب عن تخصيص أجنحة  لطلبة العلم في الأزهر بالقاهرة لاستقبالهم ، فكان في الأزهر تسعة عشر رواقا منها رواق يخص الجزائريين [35] ، ومنهم من يسميه رواق المغاربة [36]  .

       وكانت رحلات الحجيج لأهالي حواضر الجزائر فرصة طلبة العلم والعلماء لزيادة التحصيل حيث ذكرت المصادر التاريخية بالأسم عددا من العلماء الذين ادوا فريضة الحج والتقوا علماء المشرق هناك منهم السيوطي وغيرهم [37]  .

     هكذا نجد ان الارتحال لطلب العلم كان سمة بارزة في الحياة العلمية في حواضر الجزائر ، فكان طالب العلم والعالم لا يثنيه طول المسافة ، ولا مشقة السفر فالرحلة مدرسة قائمة بذاتها ، تعلم الطالب صفات الصبر ، وفن التعامل مع الآخرين ، والقدرة على مواجهة المصائب وحلها ، وكسب العلم كانت الغاية الكبرى.

     وبفضل هذه الرحلات استمرت الوحدة الثقافية والتواصل العلمي والحضاري بين الجزائر وباقي الأقطار الإسلامية ، وبفضلها أيضا كان استمرار تبادل الأفكار بين سكان الحواضر نفسها ، فقد كانت المسافات بينهما بعيدة .

    والرحلة من الناحية العلمية ساهمت في تمكين الدين الاسلامي ، والاستخدام الواسع للغة العربية ، ولقد كان الطلبة يتلقون العلم وهم سائرون في ركاب الرحلة مع الشيوخ كما ان هؤلاء الشيوخ ، من كانوا يعقدون مجالس الدرس للطلبة من اهل الحواضر التي يمرون بها وما الأذكار التي كانت تردد خلال الرحلة الا بيانا على ذلك حقا ان الارتحال يمثل مصدر إعجاب للباحث خاصة إذا درسها بالنسبة للعالم الاسلامي عامة ، مثل رواة الحديث الذين كانوا يقطعون الأميال للتأكد من صحة حديث واحد ، لذلك ندرك ان العلم مسافة طويلة كلما ازداد الباحث المسير كلما ازداد علما وشغفا في نفس الوقت .

4-  الإجازات العلمية:

     يقصد بالإجازة العلمية إقرار الأساتذة بأهلية الطالب بعد إتمام فترة زمنية يتعلم فيها فنا من الفنون او علما من العلوم ويقع النطق بذلك ، أو يحرر على ورق تدفع للطالب المتخرج ، فيمنح إجازة او تصريحا برواية كتب ، لا تسمى تفصيلا كان يقول له : (إنني أجيز لك ..)[38]  .

   وكانت هناك شهادات خاصة بحفظ القرآن وأخرى بالحديث ، وهناك شهادات عامة تشمل عدة مواد أو فنون أو مهارات الى جانب العلوم الدينية .

  وكان نظام الشهادات معروفا في حواضر الجزائر خاصة في عهد الدولة الزيانية ، إذ كان الأستاذ كلما لمس عند احد طلبته تمكنا كافيا في مادة من المواد التي درسها عنده ، أعطاه إجازة بخط يده [39] .

    وهناك شهادات تعطى فردية ، بمعنى أن الطالب يستطيع الحصول على شهادة من الأستاذ ، في المواد التي يتقنها الأستاذ ، ويتعاطى تدريسها ، ولكنه يبقى طالبا في مواد أخرى ، وبناء على هذا فإن الشهادات كانت على شكل انطباع يسجله الأستاذ على مذكرات الطالب في مادة او أكثر ، وهنا يراعي الأستاذ مدى الكفاءة التي يكون الطالب قد حصل عليها [40] ، وفي يوم التخرج ، يمنح الطلاب العمائم ، والعمامة ترمز إلى النور الإلهي والحكمة والمعرفة والسلوك الأخلاق  العالية. وهي تمثل الخط الفاصل بين المعرفة والجهل، مما يعني أن الطالب ملزم بتبادل المعارف والخبرات مع إخوانه [41].

       وكان العلماء المغاربة يلزمون الطلبة بالحصول على الشهادة ، بحيث يتأجل تخرج الطالب إذا لم يتحقق له النجاح ويعود من جديد للتعلم [42] ، والطالب الناجح هو ذلك المواظب على واجباته الدينية واوقات الدراسة ، والمجتهد في حفظ ما طلب منه وعادة ما يكلف الأستاذ طلبته المتفوقين بالإنابة عليه، أو إلقاء الدروس ثم يصدر شهادته عليه [43]     وكان تلك الشهادات تعطى عادة في حفل ، يقيمه اهل الطالب الناجح ، وهذه الشهادة العلمية التي تحصل عليها الطالب تؤهله لان يعمل بإلقاء الخطب ، أو الإمامة ، أو بأن يعمل المتخرج كمساعد للقاضي ، أو نائبا له أو كاتبا في مصلحة حكومية ، أو نسخ الكتب ، أو تعليم القراءة ، وقد تنتهي بالعمل في القضاء وتولي مهامه [44].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مظاهر الحياة العلمية في حواضر الجزائر:

1-              انتشار اللغة العربية:

        من المعروف آن انتشار اللغة العربية في مناطق العالم الإسلامي ومنها  المغرب الأسلامي (الجزائر) ، كان مرتبطا بدخول الإسلام إليها وانتشاره فيها ، وفي نفس الوقت أشارت الدراسات أنه منذ إدخال الحروف العربية بدأت عملية أسلمة إفريقيا [45].

          وإذا كان الإسلام قد وصل إلى جزء من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء في وقت مبكر،منذ عهد مملكة غانا الإسلامية ، فإنها ازدادت  انتشارا في الفترة بين القرنين (8-10ه/14-16م(  و يرجع ذلك إلى تجدر الإسلام لدى الحكام و المحكومين  وكذلك إلى بلوغ العرب مراكز القرار في تلك الدول ، كتابا ووزراء ، ومستشارين وأضحت لغة المراسلات ، كما ذكر العمري انه ورد كتاب إلى سلطان مصر بالخط المغربي في ورق عريض السطر إلى السطر [46] ، وقد لعب التجار والدعاة واستقرار الجاليات العربية البربرية دورا حاسما في انتشار الفقه العربية والبربرية دورا حاسما في انتشارا اللغة العربية وازداد عدد المسلمين الأفارقة ،واكتسبت اللغة العربية مسحة من التقديس عندهم  [47] وقد ساعد على إقبال سكان حواضر غرب إفريقيا على اللغة العربية  أنها لغة الدين الذي آمنوا به والقرآن الذي يرددون بعض آياته في عبادتهم، ثم الجد والنشاط الذي أبداه العرب في تعليم اللغة العربية للأفارقة وفتح الكتاتيب.

     فإذا ما أضفنا إلى ذلك المساواة التي بسطها الإسلام على من اعتنقه من السودانيين بحيث يكون الجميع متساوي في الحقوق والواجبات ،والأخلاق الفاضلة التي جاء بها العرب أدركنا بالفعل أن اللغة العربية بلغت مكانة مهمة وكان لها الفضل الكبير في انتشار الإسلام والتعليم وكل العلوم المتصلة بهما من نحو وصرف وتفسير القرآن وفقه وأدب وتاريخ وغيرها1 ، فسار القانون الإسلامي أو الشريعة والمعتقدات والممارسات ، جنبا إلى جنب مع اللغة العربية لمحو الأمية 2.

     وكانت فكرة التمييز بين الحروف العربية عن طريق النقط التي ابتكرت في القرن الهجري الأول كد اكسب الحرف العربي مرونة جعلته قادرا عن التعبير عن أصوات الكثير من اللغات غير العربية3 .

       ساعد وجود العرب والبربر في أغلبية مدن وقرى بلاد الجزائر على انتشار اللغة

العربية نتيجة الزواج والمصاهرة 4، فكان من عاداتهم أن يقوم رجال من العلماء في تلك المناطق بتعليم الناس القرآن العظيم وتفقيههم في الدين .

      وعلى يد هؤلاء المعلمين الأوائل انتشرت علوم الدين ،وتقرب الناس إليهم للاستفادة منهم والأخذ عنهم ،سواء رغبة في فهم الدين ليؤهلوا للاندماج في هذا المجتمع الجديد   أو طمعا في مكانة دنيوية ،وبهذا وجدت عوامل مشجعة لتعلم اللغة العربية 5 وغدت اللغة العربية مع توسع الإسلام في كثير من مناطق الجزائر  وحواضرها بالخصوص لغة التجار والعلم والثقافة والإدارة ولغة التخاطب بين القبائل المختلفة الألسن واللهجات ، وأصبح الحرف العربي يستعمل في كتابة اللغات المحلية ،وتأثرت بنحو اللغة العربية وصرفها وأوزان شعرها  . 6  

         واقترضت اللغات الأمازيغية الكتابة بالعربية وأخذت  الكلمات والأسلوب والنموذج و ساهم العلماء في انتشار العربية التي أصبحت لغة الأفكار لدى السود ،ويعود سبب الاندماج في أن أصل بعض الكلمات السودانية سامية تعود إلى تأثير العهد الفينيقي والقرطاجي منذ أن كان البحث عن العبيد والتبر و ريش النعام 1.

       وهكذا يتضح لنا أن انتشار اللغة العربية كان واسعا ، فالمعارف تدرس وتستوعب بالغة العربية وكذلك الكتابات الرسمية والثقافة ،رغم أن دروس المساجد تقدم باللهجات المحلية العامة، لكن طلاب العلم يدرسون بالعربية ، وهذا ما يفسر وجود ألاف الكلمات العربية المستخدمة في بلاد سنغاي في شتى مظاهر الحياة الدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية 2 وما كان للعربية أن تبلغ هذه الدرجة لولا الإسلام الذي كان واسع الانتشار من قرون طويلة وهذا يقودنا إلى القول أن الإسلام كان ذا دور حاسم في تعريب المنطقة لسانا 3.

      لقد شارك الجزائريون في الدراسات العربية ذاتها وازدهرت مواطن كثيرة لها في بلادهم ونبغ منهم الكثير في الفقه والأدب والتاريخ  ومختلف العلوم الإسلامية ،وكان لهم فضل المشاركة في بناء صرح الثقافة العربية والإسلامية ،وقد تكون هذه المساهمة أقل من إضافات غيرهم من الأمم في الكم والنوع ،ولكن هذا القصور يرجع إلى أن الثقافة العربية قد وصلتهم متأخرة 4  .

   ولو القينا نظرة على ما تزخر به المكتبات الخاصة والعامة في إفريقيا من كتب التراث الإسلامي ، لأخذتنا الدهشة من كثرة ما عرفته هذه المنطقة من أسماء العلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين والكتاب الذين لم يعرفوا لغة للثقافة والعلم سوى العربية .

   وأمامنا من المصادر الإفريقية المشهورة مثل السعدي ،وتاريخ الفتاش لمحمود كعت ،وتذكرة النسيان ،وإنفاق الميسور لبلو ،ونيل الابتهاج التنبكتي ،وفتح الشكور في علماء التكرور للبرتلي والجواهر الحسان في أخبار السودان ، وغيرها من المؤلفات ،لم تطبع ولم تنشر ،ما يقدم الدليل الذي لا يقبل الجدال أن اللغة العربية قد عرفت ازدهارا في الجزائر ما لا ينكره أي احد ، إذ لا تزال مخطوطات كثيرة لم  تحقق  لكنها مكتوبة بالعربية 1.

       ففي هذه المصادر التي ذكرتها والتي لم اذكرها نجد لوائح طويلة من أسماء العلماء والشعراء  والكتاب الذين لا يقل نبوغهم عن نظائرهم في أقطار العالم الإسلامي 2 .

      وبالرغم من تأثر العربية باللهجات المحلية من خلال دخول عدة مصطلحات ،وكذلك من خلال تغيير بعض الحروف ومخارجها ومدلول بعض الكلمات 3، فقد استمرت اللغة العربية إلى جانب اللهجات المحلية  كلغة للتعامل والثقافة قبل أن يعمل الاستعمار  الأوروبي على فرض ثقافته 4 وعمد الاستعمار الأوروبي إلى إعادة تدوين اللغات المحلية بالأبجدية اللاتينية وحذف الألفاظ العربية في كثير من الأحيان ، بعد أن كانت المؤلفات الإفريقية تدون باللغة العربية ، التي كتبت بأحرف عربية على أسلوب الخط المغربي في محاولة متعددة للقضاء على مؤثرات الثقافة العربية الإسلامية 5  .

2- انتشار المذاهب الإسلامية :

أ-المذهب المالكي:

    قبل قيام الحركة المرابطية لم يكن المذهب المالكي سائدا في المغرب ، لكنه لم يكن غائبا ،فكان حضوره مزاحما بقوة المذاهب الأخرى مثل المذهب الشيعي والخارجي الإباضي .

  الإمام مالك (  97هـ – 715 م / 179 هـ – 795 م ) ولد في الحجاز واعتمد في استخراج الأحكام على ظاهر النص ، فسمى أنباءه بالظاهرية .لأنهم جعلوا أحكامهم منحصرة في النصوص بالإجماع وهو ما عرف أيضا بالمصالح المرسلة ، أي كل مصلحة ضرورية للمجتمع يحصل بها نفع أو تدرأ ضررا ، ولا تعارض النص ، ولمالك كتاب في الفقه اسمه الموطأ ، وهو أقدم ما ألفه في الفقه سمي هكذا لأنه صنفه بناءا على أمر الخليفة العباس المنصور، ووطأه للناس أي انه أوضح الشرع لهم ، أو لان فقهاء المدينة واطئوه عليه ، أي وافقوه ، وهذا المذهب المالكي تلاءم مع عقلية أهل الحجاز  والمغرب والأندلس ، وسكان المناطق التي لم تكن أهل جدل ونظر ، ومن الكتب التي تناولت مذهب مالك بالشرح ، المدونة الكبرى لسحنون بن سعيد240ه – 854م ، كما ظهرت للمذهب ملخصات مثل المختصر في الفقه على مذهب الإمام مالك ، لخليل بن اسحق  7ه / 14 م(د .عبد المنعم ماجد ،تاريخ الحضارة الإسلامية ص 175 - 176  ) 1 .

       وحينما انتصب المذهب المالكي بصفة نهائية في الشمال الإفريقي انتقلت سيادته لإفريقيا الغربية منذ القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي ، وذلك بحكم مالكية التجار والدعاة والفقهاء الذين دخلوا بلاد السودان واستقروا وعملوا على نشر الإسلام فيها 2.

   ومنذ دخول المرابطين إلى شمال إفريقيا  ، عم المذهب المالكي السودان الغربي ، وأصبح هو المذهب السائد بالجزائر، فدولة المرابطين قامت على أساس نشر الإسلام على المذهب المالكي، فعبد الله بن ياسين مؤسس الدعوة المرابطية من تلاميذ اكبر علماء القيروان مركز المذهب المالكي في تلك الفترة ، وبفضل المرابطين دخل الإسلام غانة ودخلة معهم مؤلفات وكتب المالكية حيث أصبحت هي الكتب المتداولة في بلاد السودان مثل كتب القاضي عياض منها كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، وترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام من في مالك ، وموطأ الإمام مالك ، والمدونة الكبرى للفقيه والقاضي سحنون، ورسالة لأبن أبي زيد القيرواني ودرست هذه الكتب في جني تنبكت 3 .

     وفي عهد مملكة مالي كان المذهب المالكي هو السائد وأشار الملك منسى موسى وهو في مصر انه مالكي المذهب ، واشترى من هناك بعض الكتب في الفقه المالكي 4 .

وقد قامت مالي على أساس تجانس عنصري وروحي ، فأغلب قاطنيها من قبائل متعايشة على المذهب المالكي والقوة الرئيسية فيها هي رجال الدين 1

         وتوافد على المملكة عدد كبير من علماء المالكية بعد عودة الملك منسى موسى من حجته سنة 724ه / 1324م جلبهم معه من الحجاز ومصر 2 ، كما استقر بمالي عدد من علماء المالكية منهم الفقيه أبو عبد الله الكومي الموحدي والشاعر والمهندس أبو إسحاق الساحلي المعروف بالطويجين وغيرهم ن ويذكر العمري في هذا الصدد :"وجلب إلى بلاده الفقهاء من مذهب الإمام مالك رضي الله عنه ، ولقي بها المسلمين ، وتفقه في الدين " 3 .

       وفي عهد الحكم التركي في الجزائر كانت المالكية أكثر تداولا خاصة بين العلماء والفقهاء منهم : محمود بن عمر أقيت ، (ولد سنة 868ه/1463م ) كان قاضيا بتنبكت وكان يقوم بتدريس مدونة الامام سحنون ورسالة ابن أبي زيد القيرواني 4 .

     ومخلوف البلبالي (ت 940ه /1533م ) الذي اطلع على رسالة ابي زيد في الفقه ومحمد بن محمود ابي بكر الوتكري التنبكتي (ت 1002ه/1593م)

احمد بابا : " لازمته أكثر من عشر سنين فقرأت عليه بلفظي مختصر خليل و ابن الحاجب قراءة بحث وتحقق وتحرير ختمتها عليه وختمت عليه الموطأ قراءة تعتم ، وحضرته كثيرا في المنتقى والمدونة شرح المحلي ثلاث مرات 5 ، والفقيه عبد الله بن محمود أقيت (ت 1006ه/1598م) الذي عاصر الغزو السعدي لسنغاي وتوفي بمراكش ودفن بها سنة 1006 وهو متخصص في الفقه واهتم بدراسة خليل والرسالة 6

ب-المذهب الإباضي : 

       رغم انتشار وسيادة المذهب المالكي في الجزائر بعد القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي ، كان المذهب الإباضي موجود في بعض المناطق التي يكثر فيها العرب و البربر ، وقد لاحظ ابن بطوطة أثناء رحلته في مملكة مالي ومروره بقرية تسمى  زاغري  ، تقيم فيها فئة من الخوارج الإباضية يطلقون عليهم "صغنغو" وكان اهل السودان يطلقون على المالكية من البيض اسم  " توري " 1 ودخل المذهب الإباضي الى المنطقة مع الطلائع الأولى للمسلمين من التجار والدعاة ، وكان حكرا على جماعات الخوارج انطلاقا من دولهم في تيهرت وسجلماسة ، بالإضافة إلى سيطرة تلك الجماعات الخارجية على المداخل الصحراوية على بلاد السودان ، يقول اليعقوبي : " أن أهل زويلة إباضية " 2

       يذكر الإدريسي أن تجار ورجلان يتجولون في السودان إلى غانة وونقارة وهم وهيبة إباضية 3.

     وباختصار أن المذهب الإباضي دخل إلى الجزائر في وقت مبكر ومع طلائع المسلمين الأوائل ، وانتشر بعد ذلك ، وبعد سقوط الدولة الرستمية  بدأ نفوذهم يتقلص ،وخلال القرن الخامس الهجري عم المذهب المالكي بلاد المغرب خاصة بعد انفصال بن زيري على الدولة الفاطمية بالقاهرة ، ثم قيام الدعوة المرابطية  وتوسع المرابطين في غانة  عم المذهب المالكي بالمغرب وأصبح تواجد الإباضية في مناطق محدودة جدا .

3-انتشار التعليم:

     لا تتم دراسة الحياة العلمية في عصر من العصور للأمة الإسلامية إلا بدراسة المؤسسات العلمية ، من كتاتيب ومكتبات ومدارس كمراكز للإشعاع الحضاري ثم تتبع التعليم ومراحله ومناهجه ثم الحكم على مستواه ،حسب الفترة المحددة بالدراسة.

     والحقيقة التاريخية الشائعة أن العلم سنة واضحة  لازمت المجتمع الإسلامي ،حيث بذل المسلمون جهدا كبيرا للتفقه في الدين وهو مكان شائعا في كافة الأقاليم والحواضر الإسلامية . ولم تكن غرب إفريقيا لتشذ عن هذا الإطار.

     فقد حث القرآن على القراءة وطلب العلم ،ونوه في مواطن كثيرة بمنزلة العلماء الرفيعة وأهمية العلم وطلبه فيقول الله تعالى :(( قل هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون (( وقال تعالى ((يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات (( ومن أحاديث النبي((ص(( ((يوزن يوم القيامة مداد العلماء بدم الشهداء (( .

     كما أن الإسلام في حرصه علي التعليم لم يفرق بين البنين والبنات ، وروي أن الرسول  (ص) كان يطلق الأسير المتعلم من الكفار إذا علم عشرة من المسلمين الأميين القراءة  و الكتابة .

    وبانتشار الدعوة الإسلامية بدأت تباشير نهضة تعليمية دعامتها في بداية الأمر العلوم الدينية مثل القرآن و التفسير و رواية الحديث ثم استنباط الأحكام الفكرية و الفتاوى  الشرعية 1

      لقد حظي التعليم في .حواضر الجزائر  برعاية كبيرة من الحكام والأهالي نظرا  لما كان يتمتع به العالم من تقدير و احترام بين الحكام 2 و كان النظام التعليمي  السائد في السودان الغربي لا يختلف عن سائره في المغرب والمشرق إذ علمنا  أن المذهب الغالب هو المذهب المالكي وبالتالي العامل الجغرافي بين الإقليمين كان الأكثر  تقاربا .

      ومما يدل على اهتمام ملوك السودان الغربي بالتعليم ،.أن اغلب هؤلاء كانوا يرسلون طلاب العلم إلى بلاد المغرب للتزود بالعلم ،فقد أرسل سلطان مالي منسى  موسى بعثات ثقافية إلى مدن المغرب الإسلامي وخصوصا مدينة فاس لمتابعة الدراسة والتحصيل العلمي ،واشتهر في زمنه فقيه هو ((كاتب منسى موسى )) الذي أرسله هذا السلطان ليتابع حلقات العلم  المقدمة في فاس ، ثم رجع إلى بلاده وقد تمكن من مادته العلمية وبدا يدرس في المدارس السودانية 3 .

     كما اهتم حكام الجزائر  اهتماما كبيرا بالإسلام ونشره ، واللغة العربية وتعليمها ، وأسسوا مراكز للعلم في كل أرجاء الدولة ، وعلى رأسها مدينة الجزائر حاضرة  العلم والعلماء في العصر الحديث ، ،فكان بها اكبر نسبة من العلماء و القضاة ولهم رواتب منتظمة من الدولة ،وفيها مكتبات كبيرة وحلقات العلم في المساجد وكانت بذالك تنبكت  اقرب إلى الجامعة في العصور الحديثة 1    .

    وقد ساهم توفر المدرسين و العلماء و مؤسسات التعليم في ازدهار الحركة العلمية في الجزائر ، كما ساهمت الكتب في ترسيخ .تقاليد فضلها ،فقد قدر أحمد بابا التنبكتي مكتبته بألف  كتاب وستمائة مجلد 2 وهذا الكم يعطينا انطباع بالمكانة التي حظي  بها التعليم في .حواضر غرب إفريقيا ،وقد لا تكون هناك مبالغة  في العدد الهائل من التلاميذ وحفظة القرآن في  مدن الجزائر ذات الدور السياسي و الاقتصادي في القرن العاشر هـ /السادس عشر م 3.

3-أ- مراحل التعليم :

     كان نظام التعليم عند المسلمين من مرحلتين أولي  وتعليم عالي ،وقد استمر هذا النوع من التعليم إلى قرون في مختلف أقطار العالم الإسلامي 4 ويبدوا أن المدارس من النوع الأول كانت معروفة وسائدة في حواضر الجزائر ، وتشابهت معها المناهج والمقررات وأوقات الدراسة .

1- مرحلة التعليم الأولى ( الإعدادي – المتوسط ):

         -التعليم الإعدادي :

        يبدأ الأطفال دراستهم في الكتاب - جمع كتاتيب- وقد اختلفت تسميتها في حواضر الجزائر باختلاف قبائلها 5 .

      أما بالنسبة لسن دخول التلاميذ إلى الكتاب فيبدأ منذ السن السابعة ،دراسة مبادئ القراءة والكتابة العربية ،وحفظ  قصار الصور وفي هذه المرحلة كان الآباء هم الذين يحرصون على أبنائهم ،فيعودونهم على الحفظ ،ويجبرونهم على الدوام ،كما يراقبون مدى استيعابهم 1.

      وكان الأطفال يدرسون بالقرآن ،وهو بمثابة أصل التعليم ،الذي يبنى عليه ما يحصل من بعض الملكات ويقوم التدريس على الحفظ والتقليد مع مراعاة ظروف كل طفل ومقدرته ،فمنهم من كان يسمع ويحفظ ومنهم من كان يكتب في اللوح 2 .

     وبعد أن يتعلم الطفل مبادئ القراءة والكتابة أولا، يقوم المعلم بتكرار الدرس المقرر على تلاميذه إلى أن يتأكد من إتقانهم له أو حفظه ، أو يكتب التلميذ القدر المقرر على اللوح من القرآن نقلا من المصحف ثم يعرضه على الشيخ ويقراه له ويقوم التلميذ بتكراره حتى يتقنه أو يحفظه ، ثم يرجع إلى المعلم ويقرا عليه الدرس حفظا او نظرا ، فإن أتقنه يأذن له المعلم بمحو الدرس في مكان خاص ،وتتكرر العملية حيث يكتب الصبي الآيات وعندما يحفظها يمحوها هكذا  3 .

     وتجدر الإشارة إلى أن التلاميذ مهما كانت كثرتهم فإن كل واحد منهم يدرس عند المعلم على حدة إلا في بعض الأحيان ،فيستعين بكبار تلاميذه لتعليم المبتدئين وهو الذي يعرف باسم (سنتارو) ويكلف بالإشراف عليهم والكتابة للصغار منهم 4 وبعد أن يتم الطفل تعليمه الابتدائي الذي يتوج بحفظ القرآن كاملا ، تقيم له أسرته حفلة عظيمة يشارك فيها المعلم ويهنئه أصحابه وأسرته 5 .

      وهناك إشارات عدة إلى كثرة الكتاتيب والتلاميذ على السواء ،وحسب ما أورده كعت كانت مدارس الصبيان مابين مائة وخمسين ومائة وثمانين مكتبا ،وأشهر الكتاتيب بمدينة  تلمسان بلغ عدد تلاميذه أكثر من مائة وثلاثة وعشرون تلميذا 1 وكذلك الحال بمكتب الفقيه ابن القاسم التواتي قبالة المسجد الجامع في الجزائر 2 .

   وقد لا تكون هناك مبالغة في مثل عدد التلاميذ الهائل في مرحلة القراءة والكتابة وحفظ القرآن في تنبكت في القرن العاشر ه/السادس عشر م ، خاصة إذا اصطحب الباحث طبيعة الكثافة السكانية في المدن السودانية ذات الدور السياسي والفعالية الاقتصادية 3 .

     أما أوقات الدراسة فإنها تختلف من حاضرة إلى أخرى ومن معلم إلى آخر ،وتختلف حسب مستوى التلاميذ وسنهم ،ولاشك أن المعلمين كانوا يتقاضون أجورا على تعليمهم للاطفال وبدوره يختلف من حاضرة إلى أخرى حسب الظروف الاقتصادية السائدة وقد تحول التعليم إلى حرفة يرتزق منها المعلمون ،بل أصبح صناعة لاستفاء الرزق اختصت بها فئة من الناس والظاهر انه كانت هناك مستويات من المعلمين المعلم المؤدب والشيخ والإمام 4 .

- مرحلة التعليم المتوسط  :

     وهي مرحلة تعليمية أرقى من سابقتها ،وتتم في الزاوية أو المسجد ،ولم تكن محددة بسن معين ، فهي متاحة لجميع من استكمل دراسته في المرحلة الأولى بنجاح ،ويتولى التعليم فيها مدرسين و علماء أكفاء في مختلف المواد الدراسية  5.

     يتلقي الطلبة كافة العلوم عل يد المدرس أو الفقيه ، ويجلسون حوله على شكل حلقة (دائرة ) ومع كل واحد منهم لوحه و كتبه ، وتستمر الحلقة غالبا من صبح كل يوم حتى

منتصف النهار ، بعدها ينصرف الطلبة لتناول الغداء ، و تبدأ الفترة اليومية الثانية بعد صلاة العصر وتستمر غالبا حتى وقت صلاة المغرب ، وهكذا  باقي الأيام  ما عدا الجمعة و الأعياد ، ويبدوا أن المناخ كان له دور في تحديد هذه الفترة إذ الحرارة الممتدة من الظهر إلى العصر هي بمثابة راحة للطلاب وشيخهم على السواء.

     فكان التعليم في هذه المرحلة حرا يرتبط بظروف العائلة ، واهتمام الأسرة بأبنائها ، ومتابعتهم للحفظ والتحصيل ، إذ يصف ابن بطوطة اهتمام وعناية أهل السودان بتحفيظ أولادهم القرآن إذ يقول ((ودخلت على القاضي يوم العيد وأولاده مقيدون فقلت له ، إلا تسرحهم فقال ((لا افعل حتى يحفظوا القرآن1 ولم تكن هذه المرحلة محددة بوقت معين ،أو فصل أو سنة دراسية معينة  بل كانت تتوقف على استعان الطالب لعدد من الكتب منها كتب الحديث والفقه ، و النحو ،و هذا يتوقف على قدرات ومهارات الطالب على التحصيل والانتهاء منها و لربما يبقى الطالب أكثر من ثلاث سنوات في قراءة موطأ مالك ، وغيره من المذهب المالكي ،والسير وعلم الحديث،ومناقشة المؤلفات والمسائل الكبيرة مع   شروحها 2.

2- مرحلة التعليم العالي :

     بعدما تلقن الطفل في المرحلة الأولى حفظ  القرآن ،وبعض مبادئ النحو ،انتقل في المرحلة الثانية إلى دراسة الفقه والسيرة واللغة العربية وآدابها وبعد أن اكتسب رصيدا فكريا يخوله التوسع في  العلم أو التخصص في جزء منه ينتقل الطالب إلى المرحلة العليا التي يلتحق فيها بأحد مشاهير علماء المنطقة أو يشد الرحال إلى حاضرة من حواضر العالم الإسلامي في المغرب والمشرق للاستزادة من علمائه فيدرس الطالب في مرحلة أخيرة القراءات  و التفسير و الأحاديث  وعلوم أخرى كالفلك و الجغرافيا و الحساب ، و يكون المسجد هو الجامعة التي  يتلقن فيها الطلاب و يلتفون حول مدرسهم ، فكان هذا منظرا جميلا لنواة المجتمع العلمي 1.

     وقد أصبح المذهب المالكي طابع الدراسات و البرامج الدراسية لان المذهب المالكي هو السائد في المنطقة 2  .  

     تميز الدراسة  في مرحلة التعليم العالي بالتعمق واعتمد منهج واضح يغلب عليه مذهب مالك ، حتى تتكون لدى الطالب ثروة لغوية وفكرية ، وكان التسلسل في المناهج وفي برامجهم صفة علماء إفريقيا عامة وقد حبذ ابن خلدون هذه الطريقة التربوية اذ يقول : أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا وقليلا فقليلا 3.

 أما مدة الدراسة فقد تطول عشر سنوات أو تقصر ، وربما قضى بعض الطلاب نصف عمره في هذه المرحلة وبعد إكماله  الدراسة يمنح الطالب إجازة من عدد من الأساتذة الكبار في المنطقة   4 .

     وهي بالتأكيد تشبه الإجازات والشهادات الأكاديمية التي تتوج التحصيل العلمي عند الطلبة الباحثين اليوم ،وقد كانت وضعية الطالب على ما يبدو مزرية ،لان التعليم كان حرا ،يعتمد على قدرة الأولياء على دفع أبنائهم للتعليم ، وتوفير لهم أموال أو مؤن تدفع إلى المدرسين وتغطي حاجاتهم أثناء الدراسة ، ومن التقاليد المعروفة أن الطالب يدفع أجرة مدرسه ، ويذكر لنا كعت أنه حظر مكتب المعلم علي تكريا يوم الأربعاء ،وهو اليوم الذي يدفع فيه الصبيان أجرة معلمهم للقرآن من كل أسبوع ،قال : وجعل الصبيان يأتون

بخمس ودعات وبعضهم عشر ودعات 5 وقد تكون أجرة المدرس مؤونة مثلما كان الحال في إقليم توات حيث تخصص حصة سنوية  من التمر والقمح لمعلم الكتاب نظير قيامه بالتعليم 6 ، ولا شك أن مؤونة سكان السودان الغربي هي مما ينتجه مزارعو المنطقة، أما الأسر الميسورة الحال ،فان الجانب المادي لا يعيق مواصلة أبنائهم  الدراسة ،وتشير المعطيات التاريخية أن تكلفة الدراسة تزداد مع المستويات الثلاثة خاصة في مرحلة التعليم العالي ،وهذا بالتأكيد ما يفسر قدرة العلماء على التفرع للتدريس، والتأليف ، فكانت بذلك وظيفة العيش .

 

 

 

 

3- ب- المناهج ومواد الدراسة

-1 - المناهج :

     المنهاج في اللغة العربية ¸الطريق الواضح ،كذلك المنهج والنهج 1 والمنهاج السائد خلال القرنين 08-10ه/14-16م، هو الذي يركز تركيزا شديدا على إيصال مجموعة محددة من المعلومات والحقائق إلى أذهان المتعلمين وهو منهج التلقين ،حيث يقوم المعلم بتكرار الدرس المقرر على تلاميذه غالى أن يتأكد من إتقانه له أو حفظه أو يكتب التلميذ القدر المقرر على اللوح من القرآن نقلا من المصحف ثم يعرضه على مدرسه ويقرؤه  له،ويقوم التلميذ بتكراره حتى يتقنه أو يحفظه ،ثم يرجع إلى المعلم ويقرأ عليه الدرس ،حفظا أو نظرا فان أتقنه يأذن له المعلم بمحو الدرس ،ويكتب مكانه درسا جديدا - آيات جديدة – .

      والمناهج والكتب المتداولة في حواضر الجزائر نفسها التي كانت في المغرب الإسلامي سواء في تنبكت أو غاو أو ولاته أو جنَى أو غيرها فتأثرت كلها بالطابع والرسم المغربي أي المنهاج والكتب المالكية المغربية 2 منها كتاب عياض سحنون وشروح أبي القاسم وخليل وكتب المغيلي والونشريسي وموطأ مالك والمدونة 3 وأما المناهج فكانت تعتمد على منطق أرسطو ، والفلسفة اليونانية ومقامات الحريري4 ويبدوا أن التأثير المغربي كان واضحا لا كن هذا لا يعني عدم وجود طابع خاص بالمغاربة ، بالنظر للعادات والقيم الإنسانية التي كانت سائدة في حواضره وهو ما يعني أن تلك المناهج لم تعصم الناس من الانحراف 5 ، لكن الحكم العام عليها يجعلنا ندرك بذلك مدى الازدهار الذي عرفته هذه الأقاليم خلال الفترة محل الدراسة ،وهذا مقارنة بالفترات السابقة واللاحقة إذ أن عدد القراء الكبير وانتشارهم في البادية والحاضرة ومعهم العدد غير اليسير للفقهاء والعلماء 1 يؤكد حالة التعليم .

-2- المقررات(مواد الدراسة) :

ازدهرت الحياة العلمية في حواضر الجزائر وشملت جميع مناحي الحياة الدينية والدنيوية كاللغة العربية وآدابها والعلوم الشرعية من فقه وعقيدة وتفسير وحديث وعلوم دنيوية كالطب والحساب وعلم الفلك وعلم الكلام والتاريخ

   1-اللغة العربية وآدابها :

      لقد اهتم سكان الجزائريون باللغة العربية لسان القرآن ، ووسيلة اتصال بالعرب القادمين من المشرق ، وأداة مهمة في التجارة والسفر في موكب الحج .

      كانت اللغة العربية تدرس بالحروف الأبجدية والهجائية حيث ترسم الحروف بصور مألوفة وذلك قصد تقريبها إلى الأذهان فمثلا الحاء يشبهونها بالكماش الذي يصنع من الخشب ، والعين يشبهونها بفم الثعلب حتى يفرقون بينها وبين الهمزة ، وهكذا لا يخلو حرف من حروف العربية إلا ويقربونه بشكل مألوف يرسخ في الأذهان 2 ، إلا  أن المشكل المطروح هو النطق السليم للحروف وإخراجها مخارجها الصحيحة ،وهي مشكلة شائعة في تعلم اللغات حتى في أيامنا هذه .

    وكان اهتمام أهل السودان بالنحو والصرف بالغا فبواسطته يتم التعبير بالغة العربية مشافهة أو كتابة أو حلقات العلم والمساجد ، وقد أشار إلى ذلك الإقبال كل من احمد بابا التنبكتي والسعدي عند تعرضها لعلماء وفقهاء بلاد السودان الغربي3  .

     أما مقررات النحو والصرف فتشمل الحصن الرصين في الصرف و يبتدئون الدراسة النحوية بكتاب الاجرومية للشيخ عبد الله بن محمد الصنهاجي (ت 726ه)ثم منظومة ملحمة الإعراب للحريري ثم قطر الندى لابن هشام (ت761) ثم ألفيه بن مالك (672ه) وبعض الشروح 4  .

     وفي الأدب -الشعر والنثر- يدرس طلاب حواضر الجزائر مقصورة ابن دريد والبردة للبصيري ، وقصائد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وقصائد شعراء الجاهلية ، ومع شروحها ، لكن المتتبع لمنتوج الأدب في غرب إفريقيا كان قليلا ولم يبرز مثقفين سودانيين ولم تكن لهم مؤلفات خاصة بهم إلا القليل جدا وربما أهملتهم كتب التراجم سواء السعدي أو احمد بابا التنبكتي 1  أما في النثر الفني فيعد كتاب المقامات للحريري الأكثر رواجا لدى الطلاب والعلماء على حد سواء ،وفي البلاغة والعروض نجد الاهتمام بها قليل ومن كتبها ألفية السيوطي وكتاب الوافي ومقصورة الخزرجى في العروض ، وقد ساعد الطلاب في التمكن من هذه الكتب علماء حذقوا عملهم ،وتمكنوا من فنهم لغة ونحوا وبلاغة ،تلاوة  وقراءة وتفسيرا 2 وهؤلاء العلماء والصالحين الذين توافدوا على المنطقة وساهموا كثيرا في نهضة البلاد وبث روح الثقافة بينها واستطاعوا أن يقفوا على

الكثير من العادات السيئة ويحاربونها 3 وتعد اللغة العربية وآدابها الأساس في التعليم إذ بها تغذى المراحل العليا التالية في تنبكت أو القاهرة أو فاس إذا أراد الطالب متابعة تحصيله 4 .

العلوم الشرعية :

  2-الفقه وأصول العقيدة :

   أشرت سابقا إلى أن المذهب المالكي هو المذهب السائد ولذلك لا غرابة في أن نجد كل مقررات الفقه على مذهب الإمام مالك سواء المنشور أو المنظوم ومن أكثر الكتب تداولا في الفقه وأصول العقيدة ،متن رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ت386ه) وكتاب إرشاد السالك إلى اشرف المسالك على مذهب الإمام مالك لمؤلفه عبد الرحمان عسكر البغدادي (ت732ه)  5 ومختصر خليل بن إسحاق (ت776ه) وهو أعظم كتب المذهب وأشهرهم ،اقبل عليه العلماء فشرحوه ،وشرحوا عليه وهو آخر كتاب يدرس في الفقه المالكي المنشور وإما الكتب المنظومة فهي كثيرة مثل منظومة القرطبي ، ومنظومة ابن عاشر وهي لعبد الواحد بن عاشر (ت1040ه) وفي الفقه نجد كتاب متن الورقات لإمام الحرمين الجويني (ت487ه) ،وفي العقيدة نجد القرطبي ورسالة ابن زيد القيرواني 1.

3-التفسير والحديث

 التفسير :

     كان القرآن الكريم و لا يزال المصدر الأساسي والمنهل الذي يأخذ عنه المسلمون العلوم المختلفة وقد اتجه المفسرون اتجاهين يعرف ثانيهما باسم التفسير المأثور  وهو ما اثر عن الرسول وصحابته ويعرف ثانيهما باسم التفسير بالرأي وهو ما كان يعتمد على

 العقل أكثر من اعتماده على النقل 2 وفي الغالب لا يبدأ الطالب في دراسته التفسير إلا بعد دراسة اغلب المتون الفقهية ، واهم الكتب المتداولة  تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي (ت671هـ) .

الحديث :

      من أهم مصادر التشريع الإسلامي ويأتي في الأهمية بعد القرآن الكريم 3 ويبدأ الطلاب بكتاب الأربعين النووية ثم رياض الصالحين ثم موطأ مالك وغيرها من كتب الحديث كصحيح مسلم و البخاري  وفي السيرة اشتهر كتاب سيرة ابن هشام ،وكتاب الصفا للقاضي عياض .

-العلوم الأخرى :

4-الطب والصيدلة :

     استخدم الجزائريون العقاقير المستخرجة من النباتات والتي يستخدمها المرضى المعالجون في القرى  الأرياف،  وقد سخر الأطباء قدراتهم لخدمة البشر4 ويبدوا أن الجزائريين كانت لهم معرفة سابقة بالكثير من النباتات الطبيعية لارتباطها  في عصور قبل دخول الإسلام .

واستخدم الجزائريون خبرتهم هذه الطويلة في العلاج الطبي، وتوفير الأدوية . ونتيجة وخاصة ما تعلق بالطب التجريبي ، كان لديهم بعض المختصين مثل ما ذكره ابن بطوطة في رحلته وشرح فيها كيف شفي بعد أن قدم له الدواء احد الأطباء المصريين 1 كما يروي السعدي أن احد إخوته شفي من مرض لازم عينه بفضل الطبيب المعروف (إبراهيم السوسي) 2 و عرف الإفريقيون خياطة الجروح و تضميدها ، و قطع النزيف بالزيت المغلي، و معالجة  السموم بخلاصة بعض النباتات 3  ولا شك أن البيئة الجزائرية بمناخها المتنوع قد وفر أنواع كثيرة من الأعشاب لمواجهة بعض الأمراض، وان هؤلاء المختصين لم يرقوا إلي مستوى الأطباء إلا أن وظيفتهم تلبي حاجة السكان .

5-التاريخ و الجغرافيا:

     كان الاهتمام بالتاريخ مرتبطا بباقي العلوم ، فهو الحلقة التي تجمعهم ، و إن ما تركه السعدي و محمد كعت في كتابيهما " تاريخ السودان" و " تاريخ الفتاش" و هما أهم مؤرخين غرب إفريقيا لأبرز دليل على الاهتمام بالتاريخ، سواء من طرف الطلبة أو الحكام و عامة الناس.

       ولقد كانت أخبار الأنبياء و الأمم السابقة ، من اهتمامات الأمراء قبل الطلبة ، بالإضافة الي سيرة الرسول (ص) و مغازي الفتح ، وتسجيل حياة العلماء ، و سيرة الصحابة ، أما الجغرافيا و وصف الطبيعة من انهار و جبال و أودية و صحاري، وكتب الرحالة قد كان لها نصيب من اهتمام طلبة العلم .

6-الحساب و علم الفلك :

     كانت هناك عناية بالحساب لما له علاقة مباشرة بالتجارة، و تربية المواشي، و قياس المسافات، و هندسة المباني و القصور، و تروي لنا كتب تاريخ الجزائر عن المهندس الأندلسي الذي استقدمه ملك مالي منسى موسى بعد عودته من الحج .

     ويبدوا أن علم الفلك ازدهر هناك لحاجة الناس إليه في السفر إلي مكة ، و قد ذكر السعدي في الفصل العاشر من تاريخه تراجم سبعة عشر عالما من تنبكت مبينا الميادين العلمية التي اختص بها كل منهم ، وكانوا من النحاة و المناطق و الفقهاء و الأدباء و علماء اللغة والتفسير و الحديث 1.

     كما كان الناس بحاجة إلي تحديد الوقت ، و مواقيت الصلاة و اتجاه القبلة ، واختص فيه عدد من العلماء حسب السعدي2 .

7- علم الكلام:

           يقصد به الأقوال التي تصاغ على نمط منطقي أو جدلي وعلى الأخص في العقائد وان المشتغلين بهذا العلم يسمون "المتكلمين "وقد أطلق هذا اللفظ أول الأمر على من يشتغلون بالعقائد الدينية  3 ومن خلال هذا التعريف يتضح أن علم الكلام يرتبط بالحجة و الإقناع وتقديم الدليل وهو ما جعل الاهتمام به إلا من طرف فئة العلماء لإقناع طلبتهم  ، أو أقناع الوثنين بالدخول في الإسلام ، أو مخاطبة الأمراء كما  كان للشيخ المغيلي في مملكة سنغاي ومن الجدير بالذكر هنا أن هذه العلوم العقلية  لم ترق إلى ما وصلت إليه في العواصم الإسلامية الأخرى . فقد كانت هذه العلوم مختصرة على فئة قليلة من الطلبة والعلماء أو من يقودون الرحلات التجارية أو قافلة الحجيج ، وذالك حال الجغرافيا والفلك والحساب .

د- مستوى التعليم :

     شاع في حواضر غرب إفريقيا كغيرها من بقاع العالم الإسلامي العلم والتعليم ، حتى أن الدارس والمؤرخ يندهش  حينما يعلم أن إفريقيا عاشت بعيدة عن الجهل خلال هذه  القرون  عكس ما ذهب إليه كثير من المؤرخين غير المنصفين .

     إذ أن العلم سنة واضحة لازمت المجتمعات الإسلامية وبذل المسلمون جهدا في بناء مجتمع يسوده التفقه في الدين وعرف السودانيون قيمة العلم بعد دخول الإسلام إلى المنطقة وتخليصهم من العقائد الفاسدة والخرافات البالية ،والصراعات الطائفية المقيتة ،فاستقدم أمراء مالي وسنغاي العلماء والفقهاء وأنزلوهم في قصورهم وأشاروا عليهم في أمور الدين والسلطة وسافروا معهم في رحلات الحجيج وعرفت اللغة العربية طريقها إلى تلك المناطق رغم أنهم حديثي العهد بها ،مقارنة بلغاتهم ولهجاتهم المختلفة . والعلم كأحد مقومات الحضارة الإنسانية ،فان السودانيين شاركوا بالقدر الممكن في صناعته وبنائه ،فالعلوم الإفريقية تعتمد على التقاليد الايجابية وعلى أعمال أشهر العلماء وهذه العلوم توجه المجهود المتعلق بالكفاح ضد جميع أنواع التزوير التي تمس التاريخ  الإفريقي ،ولذ نجد أن العلوم الإفريقية تكشف عن صراع دائم مع الجهل والتخلف 1.

    إن الحركة الفكرية والعلمية في حواضر الجزائر  لم تقتصر أو تتأخر عن مثيلاتها في مراكز العلم مثل فاس أو تلمسان أو القاهرة بما يعطي لهذا الإقليم من العالم الإسلامي الدور الذي لعبه في نشر الثقافة ة الإسلامية ورسوخها إلى اليوم في إفريقيا جنوب الصحراء عامة ومع اعتناء علماء وطلاب السودان الغربي بالقرآن وحفظه وتفسيره وما يتعلق بباقي العلوم الإسلامية ثم العلوم العقلية والمهن الحرة 2.

     ازدهرت الحياة العلمية وكثرت الكتاتيب والمساجد وتنوعت العلوم وازداد عدد الفقهاء والقضاة والأدباء في حواضر تلمسان وقسنطينة والجزائر من أهلها أو من سكنوها 3 .

     فقد كان مستوى المدارس الإسلامية  يضاهي مستوى المدارس الإسلامية الأخرى ،    ولربما يزيد عنها في بعض النواحي ، فقد روى السعدي أن فقيها اسمه عبد الرحمان التميمي جاء من الحجاز بصحبة السلطان منسى موسى صاحب مالي فأقام في تنبكت زمنا ، ولما رأى رجالها وعلمائها يتفوقون عليه غادرها إلى فاس لتحسين مستواه العلمي4.

     كما رحل عدد من علماء الجزائر  إلى حواضر العالم الإسلامي ،ومن أشهرهم احمد بابا التنبكتي الذي درس في فاس ودرس في مساجدها ،وكذلك الحال للعلماء الذين هاجروا إلى غرب إفريقيا ،وأشهرهم الشيخ عبد الكريم المغيلي ،وقد اشرنا في الفصل السابق انه كان في الأزهر رواق خاص عرف بالرواق التكروري بالإضافة الى الكتب التي كانت تستقدم مع التجار والحجاج إلى حواضر الجزائر  كلها تدل على المستوى اللائق الذي عرفته الحياة العلمية فقد عرف السودانيون الرحلة الى طلب العلم وتنوع مراحل التعليم وأماكنه وبرز العلماء وتنوعت مناهج ومواد التدريس واهم الآباء بتدريس أبنائهم وبلغ التعليم نفس المستوى الذي بلغه في جامعات قرطبة وتونس وتلمسان والقاهرة 1.

     لقد احدث الدين الإسلامي نشاطا ثقافيا وحمل اللغة العربية على الانتشار في أوسع نطاق وظلت المدارس القرآنية نبراسا لتقاليد اجتماعية 2 وصنعت حواضر الجزائر تاريخا مشرفا خلال عدة قرون قبل الاستعمار الأوروبي الذي أعاد حضارة الجزائر إلى نقطة البداية وحاول تغيير البنية الحضارية له وتشويه التاريخ .

 

 

الخاتمة :

     عرف التاريخ الثقافي لحواضر الجزائر نشاطا كبيرا للمساجد التي بنيت في مناطق مختلفة ، كان لها دور عظيم في نشر الوعي العلمي والثقافي ، وعلة ترسيخ مقومات الشخصية الاسلامية ، والحفاظ عليها والمسجد مدرسة دينية ، ودار للتهذيب والضيافة ، ومركز يجمع بين العلماء والطلبة وهو مركز إشعاع علمي وحضاري يقوم على تدريس مختلف العلوم الدينية والعقلية ، في مختلف المراحل التعليمية

  ولقد استمر بناء المساجد والاهتمام بها مع مختلف السلاطين والحكام ، وفي معظم أقاليم السودان الغربي ، وهي بذلك تمثل جزء مهم من الحياة العلمية والثقافية منذ دخول الاسلام أليها وخاصة في الفترة محل الدراسة .

    ولعل الكتب والمكتبات تمثل عاملا ومظهرا أساسيا لتقييم مدى انتشار التعليم ومنتوجه ، فالبرغم من صعوبة توفر الورق أو قلة الناسخين ، فإن عدد المجلدات التي نسخت أو ألفت لتدل على صدى النشاط الذي عرفته كتابة ونسخ المؤلفات حتى عد بعضها بالآلاف كما أشرنا في هذا الفصل وكان الارتحال لطلب العلم سمة العالم الاسلامي ، كله ، ولم يكن السودان الغرب ليشذ عن هذا بالرغم من السفر ، وبعد المسافة التي تصل الى آلاف الأميال

  وهو ما يفسر قلة الطلبة الذين توجهوا الى حواضر المغرب والمشرق الإسلاميين ولم يولى طلبة العلم للشهادات المتحصل عليها اهتماما ، فكان الطلبة يتنافسون في حفظ القرآن والحديث ،وكانت الأسر تكرمهم بإقامة الحفلات ، وترعاهم في مرحلة الطفولة .

    و إذا كان الحكم على ازدهار الحياة العلمية والثقافية في عصر من العصور يقوم على تقدم العلوم فان حواضر الجزائر قد عرفت عناية العلماء بالعلوم الشرعية واللغة العربية وآدابها ولكن عنايتهم بالعلوم العقلية كالطب والفلك والحساب والهندسة وغيرها كان قليلا  ذلك أن ما كان متداولا من هذه العلوم والفنون لم يكن يخرج عن تقليد السابقين ولم يكن ممارسوه بالاستقلال العقلي وروح الابتكار والتجديد الذي يمكن ان نقارنه مع ما كان سائدا في بغداد أو قرطبة أو فاس لكن إذا ما قورن مع ماضي الجزائر  قبل الإسلام فإننا نقول دون تفكير أن حواضر الجزائر عرفت ازدهارا علميا كبيرا وخاصة في الفترة التاريخ الحديث والمعاصر .

     ورغم اتساع التعليم وكثرة المدارس والكتاتيب ،وارتفاع عدد الطلبة وكثرة حفظة القرآن وتمسك السودانيين بتعاليم الدين الإسلامي ،فان هذه الحواضر كانت تفتقر إلى معهد رئيسي كبير يلم شتات  المثقفين في القرى والأرياف ،فكان القليل الذي يستطيع السفر إلى فاس أو القيروان وغيرها طلبا للعلم والتبحر فيه .

     وعليه ظلت المدارس الموجودة في حواضر الممالك الإسلامية بالجزائر تحتفظ بخصائصها المستقلة عن المدارس المجاورة ولا تربطها علاقات تنظيم أو تسييروعليه بالقدر الذي كثرت فيه المدارس بالقدر الذي لم تبرز فيه جامعات كبرى ، ولم يكتب لواحدة أن تتفوق على الأخرى ، إذا استثنينا من هذا حاضرة  تنبكت التي كانت بحق تشبه إلى حد بعيد الجامعة الكبرى في الجزائر .

    هذا ما جعل الحكم على الحياة العلمية في الجزائر بمنظور أندلسي أو عربي أوروبي ، وما شهدته هذه المناطق من تطورات يجعلنا لا نزن الأحداث والتطورات بميزان العدل فعلينا قبل الحكم أن ندرس كيف كانت إفريقيا وكيف تطورت وما هي المدة الزمنية المستغرقة لبناء الحياة العلمية وتقاليدها وهل ساعدت الظروف التاريخية والتطورات السياسية مملكة مالي وسنغاي على التطور الحضاري الكافي لنقارنه بحضارة الأندلس مثلا أم أن الكثير منها –التطورات التاريخية والسياسية – كانت تعيق التواصل الحضاري ، وما هي الظروف الطبيعية المحيطة ،وهل كان النظام القبلي دافع للفكر أم تراجع بسبب تمسكه بالقيم التي ظل الجزائري يقدسها ، حتى روى لنا الرحالة كابن بطوطة ،وحسن الوزان بعضا منها ،غاية في الغرابة وبعدا عن الحياة الإسلامية .

    إن هذه الأسئلة تحمل الإجابة عليها في نظر الباحث دعوة له إلى المزيد من الدراسة والتعمق ، وما استخلصه أن الحياة العلمية في حواضر الجزائر وما شهدته يعد قفزة ايجابية ، وطورا كبيرا خاصة في الفترة محل الدراسة .

     قد يكون دخول الإسلام إلى الجزائر أهم حدث عرفته البلاد بحيث أعطى للسكان منهجا جديدا في الحياة يختلف كل الاختلاف عن الحياة الوثنية التي كانو يعيشونها .

    لكن الباحث في مجال الحياة العلمية سرعان ما يدرك أنها كانت أهم مظهر للتطور الذي أحدثه وصول الإسلام واخرج حواضرها وقراها  من الجهل والخرافات والعبودية للطبيعة القائمة على مصادر الخوف والتبعية  .

     إن مظاهر الحياة العلمية في حواضر الجزائر قد تعددت و تطورت مع القرن السابع حتى غدت مع بداية القرن الرابع عشر ميلادي نموذجا خاصا في هذه الأقاليم .

     إذ يرجع الفضل إلى الحركة والنهضة العلمية التي شهدتها تلك الحواضر في إخراج القارة بأكملها من عزلتها الحضارية التي عاشتها طيلة القرون التي سبقه الإسلام حتى عرفت بالظلام .

     وقد فتحت هذه الحركة العلمية أبواب الاحتكاك والتفتح على العالم الخارجي خاصة المغرب والمشرق الإسلاميين فتدفقت العلوم على حواضر الجزائر وتحرك الطلبة والعلماء بحثا عن التفقه في علوم الدين ومعرفة العلوم العقلية التي توصل إليها المسلمون ويمكن أن نلخص أفكار هذا الفصل في النقاط التالية :

أولا :ان انتشار اللغة العربية كان في اغلب الأحيان مساير لانتشار الإسلام ،وباعتبارها لغة الدين الذي اعتنقه غالبية السكان واليها يرجع الفضل في دفع الحركة العلمية إلى المزيد من الانجازات وساهمت بدور فعال في تلاحم الحضارتين العربية والإفريقية واحتلت العربية مكانة مرموقة بين الأفارقة وتنافسوا لاكتساب مختلف المعارف فكانت هي المحرك الأساسي بعد الدين الإسلامي لتقدم حواضر الجزائر في مختلف المجالات .

ثانيا : يعتبر التعليم بمختلف مراحله في المساجد أو الكتاتيب في الحواضر أو في الأرياف  من أهم عوامل  تجذر الحضارة الإسلامية من جهة ومعلما من معالم الحضارة الجزائرية من جهة ثانية وان كان لا تختلف عن مناطق العالم الإسلامي الأخرى ، فتكونت تقاليد راسخة حول المعلم والطالب ووقت الدراسة والإجازات العلمية وساد التنافس بين العائلات للاهتمام بأبنائهم وخاصة في مجال تحفيظ القرآن .

ثالثا : لقد تنوعت مناهج الدراسة ومقررات العلوم الشرعية والعقلية  فقد عرف طلبة الحواضر الإفريقية كل العلوم التي عرفتها المراكز الإسلامية الأخرى ،ونبغ علماء فاقت شهرتهم حدود الجزائر إلى فاس والقيروان والقاهرة والحجاز ، وأود أن أشير هنا إلى تأخر في  مجال العلوم العقلية إذ لم تذكر الكتب الجديد الذي جاء به الجزائريون ، فكان اهتمامهم بمعرفة مبادئ أولية في علم الحساب لاحتياجاتهم له في مجال التجارة وعد النقود وتقسيم المواريث .

     وعرفوا القليل من علم الفلك لمعرفة الاتجاهات والمسالك والطرق وقليل من الطب والصيدلة لمواجهة الأمراض المعروفة في تلك المناطق، وشيء من علم الكلام وعلوم أخرى لم تلقى الازدهار الذي عرفته اللغة العربية والعلوم الدينية .

رابعا : إن اقل ما يقال عن مستوى التعليم أنه ساهم في محو الأمية التي عرفتها القبائل ببداوتها ، ولم أجد في الكتب التي تناولها في دراستي هذه ما يشير إلى نسبة الأمية ، لكن استطيع التأكيد أنها كانت ضئيلة، بحكم أن السكان كانوا مسلمين ، وان المسلم عليه أن يؤدي الصلاة، ولا يستطيع فعل ذلك إلا إذا حفظ شيئا من القرآن ، ولا يحفظها إلا إذا تعلم على يد مدرس .

     إن مظاهر الحياة العلمية في حواضر الجزائر بكل عناصرها تبعث على الإعجاب لما وصلت إليه من تطور ،ساهم الدين الإسلامي واللغة العربية والطلبة والعلماء والحكام والعائلات في تنشيطه وجعله عنصر من عناصر حضارة الحواضر في الجزائر .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المصادر والمراجع: ( كتب ومطبوعات،  مواقع انترنت، إلخ)

-                     تشرشل، هنري : حياة الأمير عبد القادر ، ترجمة أبو القاسم سعد الله تونس –الجزائر ، 1975.
-
تركي ،رابح : التعليم القومي والشخصية الوطنية ، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1981 .
- تلمساني بن يوسف ، موقف التجانية من السلطة المركزية في الجزائر 1800 – 1900، الجزائر، 1998

-                     التميمي ، عبد الجليل: بحوث ووثائق في التاريخ المغربي ، الجزائر تونس – ليبيا
(1816- 1871 )
ح. م . 1985

-                     الجيلالي ،عبد الرحمن : تاريخ الجزائر العام ج 4 ، ط 4 بيروت 1984 م .
-
الخطيب، أحمد : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و أثرها الإصلاحي في الجزائر ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر 1985

-                     دودو ،أبو العيد : الجزائر في مؤلفات الرحالين الألمان (1830- 1835) ، الجزائر1989
-
رخيلة ،عامر : 8 ماي 1945 ، المنعطف الحاسم في مسار الحركة الوطنية ، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ، 1995.

-                     الربير ،سيف الإسلام : تاريخ الصحافة في الجزائر ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 1982.

-                     زوزو ،عبد الحميد : نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر الحديث ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر

-                     العربي ،إسماعيل : الدراسات العربية في الجزائر عهد الاحتلال الفرنسي ، الجزائر 1988 .
-
العربي ،إسماعيل، العلاقات الدبلوماسية الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر.

-                     سعد الله ، أبو القاسم ، أبحاث و أراء في تاريخ الجزائر، ج2ش.و.ن.ت، الجزائر 1981 .
-
سعد الله ، أبو القاسم ، محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث ، بداية الاحتلال ، ش.و.ن.ت الجزائر 1982

-                     سعد الله ، أبو القاسم ، تاريخ الجزائر الثقافي ، 9 أجزاء ،دار الغرب الإسلامي بيروت2000.
- سعد الله  أبو القاسم ، المفتي الجزائري ابن العنابي ، رائد التجديد الإسلامي ( 1775- 1850 ) الجزائر 1977

-                     سعد الله أبو القاسم ، الحركة الوطنية الجزائرية ،4 أجزاء،دار الغرب الإسلامي بيروت 1992.

-                     المرابط جواد : التصوف و الأمير عبد القادر الحسيني الجزائري ، دار اليقظة العربية 1966.

-                     محمود قاسم : الإمام عبد الحميد ابن باديس الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية ، دار المعارف ، مصر

-                     مناصرية يوسف: الاتجاه الثور ي في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين ،المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر 1988

الميلي محمد: ابن باديس و عروبة الجزائر : الشركة الوطنية للنشر و التوزيع الجزائر 1980.
-
هلال عمار: الهجرة الجزائرية نحو الشام ،( 1847 – 1919) الجزائر 1980 .

-         أحمد الأزمي، الطريقة التيجانية في المغرب والسودان العربي خلال القرن 7ميلادي، طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، سنة.2000

-         بن شهرة المهدي، الطرق الصوفية في الجزائر السنية، دار الأديب للنشر والتوزيع، ط/2004.

-         تركي رابح : التعليم القومي والشخصية الجزائرية  الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، ط2/1981 ، الجزائر

-         تركي رابح الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح والتربية في الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، ط3

-         صلاح مؤيد العقبي ،الطرق الصوفية في الجزائر تاريخها ونشاطها، دار الفكر، بيروت.

-         الطاهر بوناني : التصوف في الجزائر خلال القرنين السادس والسابع الهجريين ، دار الهدى،عين مليلة ، الجزائر ، ط1/2000.

-         الطاهر زرهوني : التعليم في الجزائر قبل وبعد الاستقلال ، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وحدة الرعاية ، الجزائر ، 1994 .

-         عبد الباري محمد داود، المنهج التربوي والعلمي عند الصوفية، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية الإسكندرية ط2/2000.

-         محمد حجي، الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي، مطبعة فلسفة الحياة الروحية، النجاح الجديدة، ط2/1982.

-         محمد نسيب ، زوايا العلم والقرآن بالجزائر، دار الفكر، مطبعة النخلة، الجزائر،1989.

-         مختار الطاهر فيلالي : نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خلال العهد. العثماني ، دارالفكر القرافيكي للطباعة والنشر ، باتنة، ط1.

-         يحي بوعزيز، مع تاريخ الجزائر في الملتقيات الوطنية والدولية ، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1999 .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحتويات

المقدمة........................................................................................01-02.

المبحث الأول: تراث القرن 15 : مؤسسات التعليم ووسائله.............................03-11

-         1- المساجد...........................................................................03-05.

-         2- الكتب والمكتبات..................................................................05-08.

-         3- الارتحال لطلب العلم..............................................................0810.

-         4- الإجازات العلمية.................................................................10-11.

المبحث الثاني : مظاهر الحياة العلمية في حواضر الجزائر..............................12-34.

-         1- إنتشار اللغة العربية..............................................................12-15.

-         2- إنتشار المذاهب الأسلامية.......................................................15-18.

-         المذهب المالكي.......................................................................15-17.

-         المذهب الباضي......................................................................17-18.

-         3- إنتشار التعليم.....................................................................18-30.

الخاتمة.......................................................................................31-34.

قائمة المصادر والمراجع...................................................................34- 37.

 



. عز الدين عمرو موسى :المرجع السابق، ص119.  [4]

[5]. الخطيب البغدادي: تاريخ التعليم عند المسلمين والمكانة الاجتماعية لعلمائهم ، تلخيص وترتيب سامي الصقار ، ط1،دار المريخ ،الرياض 1401-1981ص 69

. نعيم قداح : حضارة الاسلام وحضارة أوروبا ص 145[6]

. عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق، ص 21.[7]

. محمود كعت : المصدر السابق، ص 122. [8]

. نعيم قداح : المرجع السابق ،ص  148.[9]

. نفس المرجع، ص150.[10]

[11]  .Barth:op .cit  ،p151.

 .Barth .(4) .op .cit .pp.323-325 .[12]

.محمود كعت : المصدر السابق ، ص 121 [13]

.عز الدين عمر موسى : المرجع السابق ،ص 120.[14]

6 . YATTARA El mouloud : L’islam et les voies de sa diffusion au Mali du VIIIème au XVIème siècle. P02.www. histoire-afrique.org

7. عبد الرحمان السعدي: المصدر السابق، ص07. 

8 .عبد الحميد جنيدي : مدينة تنبكت ودورها الحضاري خلال القرن 10ه/16م ، مذكرة ماجستير،معهد التاريخ،جامعة الجزائر،2010.ص81.

. حسن جبر: المرجع السابق،ص 289.[16]

. أحمد شلبي : المرجع السابق، ص235.[17]

[18]. تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريــزي : 845هـ/1441م ـالسلوك لمعرفة دول الملوك-ج2 تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1418هـ /1997م،ص 11.

. محمد محمد زيتون: المرجع السابق 121.[19]

[20].جوز يفين كام : المستكشفون في افريقيا ، ت السيد يوسف نصر ،ط1، دار المعارف ، القاهرة ،1983،ص ....

. نعيم قداح: المرجع السابق، ص 163.[21]

[22]. محمود كعت : المصدر السابق، ص 108-109 .

[23]. احمد طاهر ، فصول من الماضي6 والحاضر ، ط1 ، دار المعارف ، القاهرة 1975،ص74.

.  عبد الرحمان السعدي :المصدر السابق ، ص 28 .[24]

.  حسن الوزان: المصدر السابق ،ج2، ص 54.[25]

.  عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ،ص 51.[26]

. حسن الوزان : نفس المصدر، ص 541.[27]

.  فليكس ديبوا : المرجع السابق،ص 230.[28]

. إسماعيل العربي: المرجع السابق، ص 313.[29]

.فليكس ديبوا : المرجع السابق،ص230. [30]

.نعيم قداح : المرجع السابق ، ص165.[31]

[32]. الخطيب البغدادي: تاريخ التعليم عند المسلمين والمكانة الاجتماعية لعلمائهم.تلخيص وترتيب سامي الصقار  . ط1. دارا لمريخ .الرياض 1401 – 1981 ، ص 65 .

 . حسن جبر : المرجع السابق ، ص288[33]

[34] . عبد الرحمان السعدي: المصدر السابق ص 51-62.

[35] . مجاهد توفيق الجندي :  أروقة الأزهر ،ص04  ، www.drmarzouk.com، ص 04.

 . عبد الرحمان السعدي: نفس المصدر، ص182. [36]

 .  أحمد بابا التنبكتي: نيل الابتهاج ،ج 2، ص 399 ، كفاية المحتاج ،ج 2 ،ص 295 .[37]

[38] . فؤاد سيزكين: المرجع السابق، ص 14.

.عبد القادر زبادية : مملكة سنغاي في عهد الاسيقيين،المرجع السابق ، ص147.[39]

 . عبد الحميد جنيدي : المرجع السابق ، ص 84 .[40]

[41] . Jackson, Mississippi. Sankore University: Rediscover the Glory، www.muslimmuseum.org/SankoreUniversity.

 . محمد عبلة سلطان:المرجع السابق ، ص 175.[42]

 . عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق،ص 46.[43]

 . عبد الحميد جنيدي : نفس المرجع والصفحة. [44]

[45] . Constant Hamès: « Les manuscrits arabo-africains : des particularités ? », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, p99-100 | novembre 2002, URL : http://remmm.revues.org/index1182.html .31 mai 2010.

. [46]  ابن فضل العمري : المصدر السابق، ص74.

[47] .  إبراهيم علي طرحان. المرجع السابق ،ص153 .    

1.  ابن خلدون: المقدمة، ط1، دار الكتب العلمية ،بيروت- لبنان ، 1413هـ/1992م،ص 462 .

2  .  Lisa Lindsay:  The Influence of Islam on West Africa. www.spice.stanford.edu.com.

  22/10/2010

 

3 . يوسف الخليفة أبو بكر: الحرف العربي و اللغات الإفريقية ، مجلة المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ، تونس 1985. ص 171.

4   ،ابن بطوطة :المصدر السابق ص 681   .

5 . عبد السلام عبد العزيز فهمي : نصاب الصبيان ومسيرة ستة قرون في تعليم اللغة العربية للمسلمين غير الناطقين بها ط1 جامعة ام القرى ،المملكة العربية السعودية 1405

6 jon.hunwik.the influence of arabic  in west africa .ahistoricol survez. Trans tion. of the historical.society of chan .v.v//.p 24-41.WWW. books.google.com/books.   

1 . Maurice DELAFOSSE: LES NOIRS DE L’AFRIQUE .op.cit.p27.

2 . محمد فاضل علي باري سعيد إبراهيم كردية : المرجع السابق، ص 125 .

3 . عز الدين عمر موسى : المرجع السابق،ص 111.

4 . جمال زكريا قاسم : العلاقات العربية الإفريقية دراسة تاريخية للآثار السلبية ، للاستعمار ، مجلة الدراسات الإفريقية ،القاهرة ، العدد 547 ، 1977 ،06.

1 . حسن عيسى عبد الطاهر : المرجع السابق ، ص 25 .

2 . عبد العلي الود غيري : اللغة العربية : الماضي والحاضر والمستقبل ، www.biblioislam.net.12.11.2010.

 

3 . حسن احمد منصور : الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، ط1،دار الفكر العربي ،القاهرة ، 2001 ، ص 45 .

4جمال زكريا قاسم : المرجع السابق، ص 07 .

5نفسه ، ص 46 .

1 . زينب احمد هاشم : المرجع السابق، ص 144.

2 . الشيخ الأمين محمد عوض الله : العلاقات بين المغرب الأقصى والسودان الغربي في عهد السلطنتين الإسلاميتين   مالي وسنغاي ،رسالة ماجستير ، ط1 ، دار المجمع العلمي ، جدة ، 1979 ،ص 43-44 .

3 . عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ، ص 93

4 . نفسه، ص 29- 33  . 

1 . محمد الغربي : المرجع السابق ، ص 47.

2 . زينب احمد هاشم : المرجع السابق ، ص 145 .

3 . عبد الرحمان ابن خلدون : المصدر السابق ، ج 6 – ص 238 ، العمري : المصدر السابق ، ج 4 ، ص 59.

4 . احمد بابا التنبكتي : نيل الابتهاج ، ج2 ، ص 343 -344.

5 . عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ، ص 39

6 . انظر فصل علماء الحواضر وانجازاتهم العلمية .

1 . ابن بطوطة: المصدر السابق ، ص 680.

2 .  عز الدين عمر موسى : المرجع السابق، ص 60.

3 .  الشريف  الإدريسي : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، تحقيق وتعليق إسماعيل العربي ،ديوان المطبوعات   الجامعية –الجزائر -1983، ص 296  .

1 . سعيد مرسي احمد سعيد إسماعيل علي : تاريخ التربية والتعليم ط1 ، عالم الكتب ، القاهرة ، 1982  ص 167

2 . ابن بطوطة : المصدر السابق ، ص 680.

3 .عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ، ص 219 .

1 . علي يعقوب : اللغة العربية وآدابها في دولة سنغاي الإسلامية  مجلة علوم إنسانية ، السنة السابقة ، العدد 45              www.ulum.nl. 2010’ص11.

2 . احمد بابا : نيل الابتهاج ، ص 341 .

3 . عز الدين عمر موسى : المرجع السابق ، ص 119.

4 . منير الدين احمد : تاريخ التعليم عند المسلمين والمكانة الاجتماعية لعلمائهم ترجمة وتلخيص وتعليق ، سامي الصقار ، ط1 ، دار المريخ ، الرياض المملكة العربية السعودية 1981م-1401هـ ،

5 . عبد القادر زبادية : الحضارة العربية والتأثير الأوروبي ،المرجع السابق ، ص 62 ، 63 .

1 . - عبد القادر زبادية : ملامح الحركة التعليمية في تنبكت، خلال القرن السادس عشر ، المجلة التاريخية المغربية ، العدد 7- 8  ، 1977 .ص32.

2 . سعيد مرسي احمد سعيد إسماعيل علي : المرجع السابق ، ص 227.

3 . حسن الوزان : المصدر السابق ، ج2 ، ص 153 .

     .   Monteil Vincent: l’islam noire-Paris 1912 ‘p116،

4 . علي يعقوب : المناهج والمقررات التعليمية في الجمهورية النيجيرية ، مجلة علوم إنسانية ، السنة السابعة ، العدد 45 ، 2010   org. WWW.ULUM.N

5 . فرج محمود فرج :إقليم توات خلال القرنين الثامن والتاسع عشر ، ط1 ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر 2007 ، ص 98 .

1 .محمود كعت :المصدر السابق ، ص 18.

2 . عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق، ص 58.

3 . عز الدين عمر موسى : المرجع سابق ، ص 119

4 . - سعيد مرسي احمد ، سعيد إسماعيل علي : المرجع السابق ،ص 228.

5 . عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ، ص 16.

1  . ابن بطوطة : المصدر السابق، ص 691 .

2  . عبد الحميد جنيدي : المرجع السابق ، ص 82-83.

1  . Dubois,(F),Tombouctou la Mystérieuses, paris,1897. p 331         

2  . مطير سعد غيث احمد : المرجع السابق،ص ....

3.عبد الرحمان ابن خلدون : المقدمة ، ص 443 .

4 . فليكس ديبوا : المرجع السابق ، ص 233.

5 .محمود كعت : المصدر السابق ، ص180-181

6 . فرج محمود فرج : المرجع السابق ص 98

1 . ابن منظور ، لسان العرب ، 6/4554 .طبعة دار المعارف

2 . حسن احمد محمود :المرجع السابق ، ص 207.

3 . اعبد الرحمان لسعدي : المصدر السابق ، ص29، 33 ،35 ، 46.

4 . نعيم قداح : المرحع السابق ، ص 161.

5 . عبد القادر زبادية : ملامح الحركة التعليمية في تمبكتو ، المرجع السابق ، ص 33.

1 . عز الدين عمر موسى : المرجع السابق ، ص 118.

2 . علي يعقوب : المرجع السابق ، ص06 .

3 . احمد بابا التنبكتي : نيل الابتهاج ، ج 2،المرجع السابق، ص 377.

4 . علي يعقوب : المرجع السابق، ص07.

1 . عبد القادر زبادية : الحضارة العربية والتأثير الأوروبي ،المرجع السابق ، ص 60.

2 . عز الدين عمر موسى : المرجع السابق ، ص 122 .

3 . -عبد الحميد بكري : النبذة في تاريخ توات وإعلامها من القرن التاسع الهجري إلى القرن الرابع عشر ، ط1 ، دار    الغرب للنشر والتوزيع وهران ، الجزائر ، 2007، ص 53

4 . نعيم قداح : المرجع السابق، ص 161.

5  . علي يعقوب : المرجع السابق ، ص 08.

1 . نفس المرجع ، ص 09.

2 . حسن إبراهيم حسن : تاريخ الإسلام السياسي  والديني والثقافي والاجتماعي ، ط1 ، دار الجبل بيروت ، 2001 ،   ص 346.

3  . نفسه ، ص 351.

4  . كلود قوتييه : إفريقيا للإفريقيين ، ترجمة كمال يونس ، ط1، دار المعارف ، القاهرة ، بدون تاريخ ، ص 53

1  . ابن بطوطة : المصدر السابق ، ص 681، 682.

2  . عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ، ص3.

3  .  نعيم قداح : المرجع السابق ، ص 163.

1  .  نفسه ، ص 161

2  .عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ، ص 60 .

3  . حسن إبراهيم حسن : المرجع السابق ، ص 357.

1 . - ولتر ماركوف ، هارموت تيمسوفسكي : إفريقيا على ضوء العلوم التاريخية ، مجلة الثقافة الإفريقية ، الجزائر 1969 ص 306.

2 . حسن الوزان : المصدر السابق ، ج2 ، ص 164.

3 . يحيى بوعزيز : تاريخ إفريقيا الغربية الإسلامية من مطلع القرن (16-20م) دار همومة ، الجزائر ، 2001 ، ص 195 .

4 . عبد الرحمان السعدي : المصدر السابق ، ص 51 ، 62.

1  . ولتر ماركوف ، هارموت تيمسوفيسكي : المرجع السابق ، ص 265.

2  . نعيم قداح : المرجع السابق ، ص 08.