كانت الثورة منذ اندلاعها تهدف إلى إحداث جو من التوتر عبر كافة التراب الوطني، إذ التجأ المجاهدين إلى شل الحياة الاقتصادية للبلاد بواسطة التخريب والتهديم المستمر للأملاك، وتحطيم البنية التحتية العمومية للاستعمار، وكذا مهاجمة سيارات العدو والضغط على المستوطنين للهجرة إلى المراكز العامرة التي تتوفر على شروط الحماية الأمنية بالعساكر، أو مغادرة الجزائر نهائيا، وكذا محاولة التوغل في أوساط الشعب، وتصفية الموالين للاستعمار لتفادي وشاياتهم حتى يتمكن جنود جيش التحرير من التنقل بحرية لتعميم رقعة الثورة، وهذه الإستراتيجية كانت شاملة، وكل منطقة التجأت إلى تطبيقها بطريقة أو بأخرى، فقد تميزت المنطقة الأولى أوراس النمامشة عن باقي المناطق بسرعة انتشار العمليات العسكرية لجيش التحرير، وقوة السلاح وارتفاع عدد المجندين، كما امتاز نشاط جيشها بالمواجهة المباشرة وكثرة المعارك والانتصارات، فخلال أشهر جويلية، أوت، سبتمبر، أكتوبر 1955م تمكن المجاهدون من القضاء على ألف وأربعمائة وتسعة وثمانين (1489) من جنود الجيش الفرنسي وجرح مائة وسبعة وخمسين (157)، وأسرثمانية وأربعين (48)، وإسقاط ثلاثة  

وثلاثة وثلاثين (33) طائرة، وقد بلغ عدد المعارك في الاوراس خمسة وثلاثةة

 خنشلة، وخمسة بتبسة، وواحدة بوادي سوف، وأربع معارك على الحدود الجزائرية التونسية (قفصة، المتلوي، الرديف)، وكانت خسائر جيش التحرير قليلة بعكس الخسائر التي لحقت بالمدنيين التي كانت مرتفعة جدا لأن الجيش الفرنسي كلما تعرض لهزيمة على يد الثوار يلجأ إلى التنكيل بالسكان العزل، ولم تسلم من بطشه حتى الحيوانات، وكان جيش التحرير يتجنب العمل العسكري في المناطق التي تعد مصدرا للتموين، فقد ذكر المجاهد الوردي قتال أنه سأل بن بولعيد: "لمإذا لم ترسل أفواجا إلى منطقة تبسة ليلة أول نوفمبر 1954م/1374ﻫ" فقال له بن بولعيد فيما معناه لقد تركناها لتكون متنفسًا للثورة ولنجلب منها السلاح وقد ظل بن بولعيد يقود المنطقة إلى غاية اعتقاله من طرف السلطات الفرنسية بتونس عام 55 إلا أنه تمكن من الفرار من سجن الكدية بقسنطينة.