يلفي المطلع على هذا الموقع مجموعة من الدروس التي هي بمثابة محتوى لمادة التناص، حيث برمجت هذه المادة لتقدم خلال السداسي الثالث لمستوى الماستر لسانيات الخطاب، وذلك من خلال أربع عشرة محاضرة وسمت كل منها بعتبة عنوانية معينة تتوخى – عموما- الإحالة على أهم الرؤى النقدية التي تفحص مدى انفتاح النص وتسعى –دوما- لتقويض فرضيات الانغلاق وشفافية التواصل وإمكانيات تحديد المعنى.

تطمح هذه المحاضرات لإماطة اللثام –ولو نسبيا- عن الإشكاليات التي يثيرها مصطلح التناص ذاته، باعتباره مصطلحا يومئ – أساسا- إلى زمن تيل كيل؛ والذي ارتبط بما اصطلح عليه بزمن النظرية، ولعله الزمن الأكثر شغفا بنظرية النص، وما تمخض عنها من تقييمات ورؤى موغلة في الحوارية والدلائلية والتفكيك والتأويل، ولذلك تستهدف المحاضرة الأولى محاولة التنقيب عن كيفيات إنعاش حوارية باختين وبعثها كمرجعية تؤهل لتشييد نظرية التناص الذي يعد من أهم مؤشرات الانتقال من البنيوية إلى ما بعد البنيوية.