من خلال هده المحاضرات  سيترسم السياق ألمفاهيمي للرقمنة كحل تكنولوجي مرحلي في مؤسسات التوثيق والمعلومات الحديثة، باعتبار أن المكتبة كائن اجتماعي ينمو بنمو البيئة التي تحتضنه، فحينما ننظر إلى المسار التاريخي لتطور المكتبات، ندرك تمام الإدراك أنها صورة مشرّفة لتطور الحياة البشرية عموما، فالمكتبة كمرفق للمعلومات تعكس صورة من صور التطور البشري، وقد تكون هذه الخاصية هي التي دفعت العالم الرياضي الهندي "رانجاناثان" صاحب "تصنيف الكولون أو  الأوجه" إلى اعتبار أن المكتبة "كائن حيّ" فمن مكتبات البردي، والألواح الطينية ثم المكتبات الورقية مع بدايات القرن الخامس عشر، وصولا إلى المكتبات الإلكترونية، التي مهدت للمكتبة الرقمية وأخيراً مكتبة المستقبل مكتبة افتراضية تخيّلية.